إلى موسم الدفء والشمس الساطعة، انتقل المصمم اللبناني العالمي عبد محفوظ بتصاميمه، ليؤكد لجمهوره استمراره في التميّز مع تقدّم المواسم. ومرة جديدة، يثبت عبد محفوظ جدارته باعتلاء الخشبة الإيطالية، ضمن أسبوع الموضة العالمي في روما، حيث عرض مجموعته الجديدة لربيع - صيف 2008، مقدّماً أحدث ما ابتكره من قصّات وتصاميم. ومرة جديدة، تطلّ امرأة عبد محفوظ مفعمة بالأنوثة والأناقة، مرتدية الأبيض الذي يجعل منها"ملكة"بين النساء. تتلألأ الخيوط الذهبية على قماش الموسلين الزهري، فتتحول المرأة التي ترتديه فراشة ربيعية، تستحق الزهو بأنوثتها. وتتناثر الورود على فستان أسود، لتزيل دلالته السلبية على الحزن والكآبة، وتعزّز مكانته وفخامته كسيد للألوان. رسوم لأزهار جميلة وألوان متنوعة خُُطّت على أقمشة محفوظ، معلنة بدء موسم جديد، بألوان فرحة تنفض برد الشتاء القارس وغيومه الداكنة. محافظاً على علاقة جمالية مجرّدة مع الطبيعة، قدّم المصمم اللبناني 41 زيّاً، ظهرت كلها لوحات من الفن التشكيلي الجريء، الذي يجمع الخيال بالواقع. فقد صمّمها ونفّذها تكريماً لفن الرسم، فبدت مجموعة الأزياء الراقية للموسم المقبل، أمام أعين الحاضرين وعدسات المصوّرين، معرض لوحات مجسّمة، تسير على إيقاع تنقّل العارضات وتمايلهن. واستعمل محفوظ الأقمشة الناعمة، ليُضفي لمسة جوهرية جديدة على تألق المرأة العصرية. الحرير، الموسلين والساتان، من الأقشمة الطاغية على مجموعته الجديدة، التي تميزت فساتينها بالألوان الحيوية والشفافة. وتنوعت بتناغم مدروس، بين لون أخضر فاتح يذكّر بالعشب النابت، إلى لون أصفر برّاق، كأنه الشمس التي ترعى نموه... إضافة إلى ألوان موسمية. وأمّا ختام العرض والمجموعة، فكان مع الفستان الثاني والأربعين... فستان العروس. وكما جرت العادة، خرجت عروس محفوظ فاتنة متمايزة مختلفة. لاح فستانها الفضي في بداية الممشى، وتقدّم ليضم إلى قماشه الفخم ألوان الفساتين التي سبقته إلى اعتلاء الخشبة، لتكون النهاية وهّاجة، زاخرة بأحلام، تنعقد عليها آمال الحسان.