في وقت عقدت المناظرة الانتخابية الأولى بين المرشحين للرئاسة الأميركية، الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك أوباما، واصل ماكين انزلاقه في استطلاعات الرأي قبل ستة أسابيع من الانتخابات في 4 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعلى وقع الخلافات بين الكونغرس والإدارة، حول سبل معالجة الأزمة المالية، عصفت بالمعسكر الجمهوري فضيحة جديدة بطلتها سارة بايلن مرشحتهم لمنصب نائب الرئيس، اذ عرض على مواقع الإنترنت، شريط فيديو يصورها وهي تطلب رضا مشعوذ كيني. وظهرت بايلن في الفيديو الذي تناقلته مواقع عدة، خلال مشاركتها في طقوس في آلاسكا عام 2005، دعا خلالها المشعوذ توماس موتي إلى طرد الأرواح الشريرة وبقية الأعداء عن بايلن التي وقفت محنية الرأس في حين امسك بيديها اثنان من المشاركين في الطقوس. ومدح موتي بايلن لرغبتها في أن تصبح حاكمة لألاسكا ودعا بقية الحضور إلى تولي مناصب مؤثرة في البلاد. وكان فيديو سابق اظهر سارة بايلن وهي تؤكد خلال خطاب لها في ألاسكا، أن الجيش الأميركي في العراق يقوم بمهمة ربانية. في غضون ذلك، اظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما أمس، تقدم أوباما بخمس نقاط على منافسه الجمهوري، وذلك في صفوف الناخبين المسجلين، وتقدم السناتور الديموقراطي بفارق 27 نقطة على ماكين بين الناخبين اليهود. وأظهر استطلاع لشبكة"سي بي أس"بالتعاون مع صحيفة"نيويورك تايمز"تمتع أوباما بتأييد نسبته 47 في المئة، في مقابل 42 في المئة لماكين بين الناخبين المسجلين، وب48 في المئة في مقابل 43 في المئة لماكين في صفوف الناخبين الذين من المتوقع أن يصوتوا في الانتخابات. في الوقت ذاته، قال المخرج الأميركي سبايك لي إن توقعات الأميركيين السود أكبر من أي مجموعة أميركية أخرى في حال فوز المرشح الديموقراطي بالرئاسة. لكنه حذر، في مقابلة ضمن البرنامج التلفزيوني:"أور وورلد وذ بلاك إنتربرايز"، السود من الإفراط في توقع الأمور. وقال لي:"لا أظن أن أي رئيس آخر سيصل إلى سدة الرئاسة ليجد هذا الكم الكبير من الفوضى المتراكمة طيلة 8 سنوات لينظفها". وأضاف أن"على السود أن يستريحوا وألاّ يتوقعوا أن يهتم بكل أمر صغير يمسهم، فهو لن يكون رئيس ولايات متحدة للزنوج وإنما رئيس ولايات متحدة أميركية للجميع". ورفض لي الذي يروج لفيلمه الجديد"ميراكل آت سانت أنا"توقع فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات، وقال:"لا أستطيع توقع الأمر لأنه لن يحصل، وسيشهد العالم في 5 تشرين الثاني، يوماً أفضل". وبدت حملة السناتور الجمهوري أمس، تائهة في مطبات المفاوضات حول الخطة الاقتصادية والتي كانت سبباً رئيساً لتعليق الحملة وطلب ماكين تأجيل المناظرة التي كانت مقررة في ولاية ميسيسيبي الجنوبية ليل أمس. وعول ماكين على قدرته في إنجاح هذه المفاوضات وإقناع الجمهوريين في الكونغرس بتقديم تنازلات والتوصل إلى حل ومن ثم استئناف الحملة والمشاركة في المناظرة. إلا أن الفشل في إبرام هذه الصيغة وتحول اجتماع البيت الأبيض بين الرئيس جورج بوش والمرشحين وقيادة الكونغرس إلى جلسة علا فيها الصراخ بحسب تقارير إعلامية، أربك حسابات المرشح الجمهوري وفرص حضوره المناظرة. ورجح السناتور ليندسي غراهام وهو من أقرب مساعدي ماكين، مشاركة مرشحه في المناظرة، إنما مع التقليل من أهميتها والإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية تبقى الأهم. وقال غراعام في حديث إلى شبكة"أن.بي.سي"أنه يتوقع مرافقة ماكين إلى ميسيسيبي إنما الأهم من ذلك الوصول إلى حل وتفادي كارثة اقتصادية في حجم اعتداء بيرل هاربور في 1941. في المقابل، أكدت حملة أوباما أنه سيحضر المناظرة سواء شارك منافسه أو اعتكف، وأشارت إلى أن المرشح قد يأخذ أسئلة من الجمهور في حال غياب ماكين. وسبقت التطورات أمس، مقابلات صحافية للمرشحين ومؤتمر لأوباما هاجم فيه قرار ماكين بتسييس الأزمة الاقتصادية واستقدامها إلى الحملة، وأعاد فيه نقاط الخلاف مع الجمهوريين والتي تتمثل بمطالبة الديموقراطيين بصلاحيات أكبر للحكومة الأميركية والكونغرس في الأشراف على الاقتصاد وسوق"وول ستريت"، وباعتبار أن خطة الإنقاذ سيمولها دافع الضريبة الأميركي، في وقت اعترض الجمهوريون على هذه السياسة ورأوا فيها تدخلاً غير مقبول من السلطات الفدرالية في القطاع الخاص. ومضى المرشح الديموقراطي بخطاب أكثر شعبوية من منافسه بالتركيز على هموم الطبقة العاملة وأسعار النفط والأغذية، وباعتبار أن الاقتصاد يتصدر أولويات الناخب هذه الحملة وخلافاً لانتخابات 2004 حين احتل الأمن القومي الصدارة.