وضع رئيس كتلة "المستقبل" النيابية اللبنانية سعد الحريري و"حزب الله" اللبنة الأولى في عملية المصالحة في بيروت موضع التنفيذ عبر اللقاء الذي عقد في قريطم أمس، بين الحريري ووفد من"حزب الله"برئاسة رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد ضم: أمين شري وحسن فضل الله وحسين الحاج حسن وعلي المقداد. وكان إلى جانب الحريري في اللقاء النواب في كتلته سمير الجسر وعمار حوري وجمال جراح وعاطف مجدلاني، ومدير مكتبه نادر الحريري. وقال رعد بعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة:"هذا اللقاء أردناه أن يتم في دارة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ومع الشيخ سعد وزملائنا في"المستقبل"ليكون إيذاناً باستئناف التواصل المباشر من أجل أن نثبت الاستقرار ونؤكد التزامنا جميعاً بما توافقنا عليه في الدوحة وننطلق في تعزيز تماسكنا الوطني خصوصاً ان هذه الدار وصاحبها لطالما كانا يحسنان تكييف مشروع اعمار هذا البلد مع موجبات المقاومة وعملها". وأضاف:"نحن تصارحنا والصراحة تفضي الى تبادل وجهات النظر كما هي، وسيرتقي مستوى اللقاء الى مجالات عدة ونأمل بأن نعيّد جميعاً وقد ساورتنا الطمأنينة وتلاشى القلق الموجود لدى اللبنانيين". وقال:"نحن لسنا جيراناً متخاصمين نحن ابناء واخوة في بيت واحد يمكن ان نختلف في تصوراتنا لكن المودة والاخوة هي التي تبقى تجمع في ما بيننا وتكوّن المناخ الذي ننشده حفظاً لوطننا وتحصيناً له في وجه المخاطر التي تهدد وجوده وصيغته وهذه المخاطر منشأها العدو الصهيوني الذي يواصل تهديداته بشكل شبه يومي ولا يكف عن التحضير من أجل أن يفرض معادلة ردعية لمصلحة عدوانه، بوحدتنا وتماسكنا وتفهمنا بعضنا لبعض وبصراحتنا أيضاً يمكن ان نحصن بلدنا في وجه هذه المخاطر". وأضاف:"اللقاء كان صريحاً جداً ومفيداً جداً ويمكن أن نقول بكل ارتياح بدأنا للتو التواصل المباشر من اجل تثبيت الاستقرار وانعاش الحياة السياسية الهادئة في لبنان". وعن اللقاء بين الحريري والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قال رعد:"نفترض أنه سيحصل في وقت قريب". وعن موضوع ازالة الشعارات في بيروت، قال:"هناك امور يتابعها كل طرف من جانبه، ونحرص جميعاً على تنفيذ كل ما يريح الوضع ويهدئ النفوس". وسئل هل تطرق اللقاء الى موضوع أحداث 7 أيار مايو ومطالبة"المستقبل"بالاعتذار، قال:"بدأنا مشوار المصالحة الذي يعرض كل فيه قراءته ومقاربته للوضع وعندما نتوصل الى قناعات مشتركة يكون كثير من المشاكل قد حل". وأضاف:"أنا لم أتحدث عن مصالحة، نحن متصالحون انما تحدثت عن مصارحة، نحن نحتاج الى تصارح ونحن متصالحون بعضنا مع بعض. مختلفون في وجهات النظر، اللقاءات والتواصل المباشر يفضي إلى تبادل وجهات النظر على قاعدة من الاخوة والود وعلى قاعدة من الحرص على تثبيت الاستقرار وأن يكون الحوار هو سيد الموقف". وعن الخطاب السياسي قال:"علينا أن نلحظ الامور منذ ما بعد اللقاء المباشر الأول واعتقد أن الأمور ستكون مختلفة"، مؤكداً"أننا على يقين بأن الاخوة في تيار"المستقبل"كما نحن، يعرفون ان ليس من مصلحة احد ان ينفخ بنيران الفتنة لأنها تأكل نافخيها اولاً. لبنان بلد العيش المشترك يجب ان نحرص فيه على منطق الحوار وعلى العودة الى تصويب الامور باتجاه ما يخدم الحفاظ على هذا العيش المشترك". وشدد رعد على أن"اللقاء هو استجابة لضرورة يستشعرها ابناء الوطن الواحد بأن يؤكدوا عيشهم المشترك وحصانة بلدهم في وجه المخاطر التي تهدد صيغته ووجوده". واكد"أننا لا نضع فيتو على أحد، ولكل حوار مع أي طرف مستلزماته ومقدماته التي نبحثها على حدة". وأشار إلى أن"من خلال ما عايشناه وما نعايشه في الفترة الماضية نشعر اننا في فترة تبحث عن الاطمئنان اكثر من أي وقت آخر". وأوضح"أننا لا نفعل شيئاً سرياً وما نقوم به تحت رؤية يفهمها ويتفهمها كل من يلتقينا". ميقاتي يرحب ونوّه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي بلقاء قريطم، معتبراً أنه"خطوة أساسية على طريق المصالحة الإسلامية أولا واللبنانية ثانياً"، وقال:"نأمل أن تنسحب هذه الأجواء الوفاقية على كل الطوائف والقوى السياسية والمناطق اللبنانية، فنتعاون جميعاً لإبعاد وطننا عن الأخطار التي تتهدده". وأضاف ميقاتي:"ما دام كل الأطراف المتخاصمين يدركون الحقيقة الثابتة أن لا أحد يستطيع إلغاء أحد، وأن لبنان لا يحكم إلا بالتفاهم والوفاق وتقديم التنازلات المتبادلة، فالمطلوب التعجيل في استكمال الخطوات العملانية لإرساء قواعد المصالحة واقتلاع جذور الفتن". قبلان واكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان"ضرورة المصالحات التي تحصل في البلاد ان تعم كل المناطق"، وتمنى"أن يثمر لقاء وفد"حزب الله"مع الحريري"، داعياً"الجميع إلى التصارح وترك الماضي الأليم من دون ان ينبشوا القبور وما فيها من أحقاد وحساسيات ومناكفات".