اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن"الوجود العسكري والبنيوي لحزب الله يشكل تحدياً لحكومة لبنان التي تحاول فرض سيادتها على أراضيها، ولأي حوار بنّاء يتناول القضايا السياسية والأمنية"، وأكد"وجوب نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحلّها من خلال حوار سياسي يتم خلاله بحث المصالح السياسية لكل اللبنانيين ويؤكد تحديد مرجعية السلطة العسكرية والسياسية للحكومة اللبنانية"، لافتاً الى حاجة هذه الخطوة"الى دعم جيران لبنان". راجع ص6 و7 جاء ذلك في التقرير الثامن النصف السنوي عن تطبيق القرار الدولي 1559 الذي رفعه الامين العام الى مجلس الأمن، ونوّه فيه بالتطورات الحاصلة على صعيد العلاقات اللبنانية - السورية لجهة"تنظيم عملية التطبيع بين الجارين التاريخيين باحترام متبادل وبما يتوافق مع القرار 1680"، وشدد على وجوب"تفعيل اللجنة المشتركة لترسيم الحدود ما يعزز الإجراءات الأمنية في البلدين وإعادة النظر في الاتفاقات الثنائية بموضوعية بما يخدم مصالح البلدين والتعاون التجاري والاقتصادي بينهما"، ملاحظاً أن من شأن هذه الاجراءات تعزيز الاستقرار في المنطقة، ومعلناً استعداده لتقديم الدعم للبلدين لتحقيق هذه الأهداف. وشدد التقرير"على الدور الأساسي للجيش اللبناني في تعزيز سيادة لبنان وسيطرة الدولة على أراضيها، ما يؤدي الى ضمان الاستقرار في لبنان"، وفي هذا السياق دعا"الدول المانحة الى مساعدة القوات المسلحة اللبنانية لمواجهة التحديات بما يتلاءم مع القرارات الدولية". وعلى صعيد الوضع السياسي الداخلي، لم يعد هناك عائق أمام عقد لقاء المصالحة بين الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري سوى الاعتبارات الأمنية لكل منهما، فيما التحضيرات جارية لعقد لقاء المصالحة بين رئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع وزعيم تيار"المردة"الوزير السابق سليمان فرنجية في حضور رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون، وربما الرئيس الأعلى لحزب الكتائب رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، على ان يُعقد برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي توجّه امس الى كندا على رأس وفد لبنان لحضور القمة الفرنكوفونية. وعلمت"الحياة"ان لقاء نصرالله - الحريري سيسبق اجتماع رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ورئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد في حضور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان. وبحسب المعلومات فإن جنبلاط ارتأى التريث في تحديد موعد لاجتماعه مع رعد الى حين إتمام لقاء المصالحة بين نصرالله والحريري. وقالت مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لإنجاز المصالحات، سواء الإسلامية أم المسيحية، ان جنبلاط تواصل بطريقة أو أخرى مع أرسلان وقيادة"حزب الله"ونقل إليهما وجهة نظره في شأن تأجيل اجتماع المصالحة الى ما بعد لقاء نصرالله - الحريري، مؤكداً عدم وجود أسباب سياسية تستدعي التأجيل. وبالنسبة الى مصالحة جعجع - فرنجية أكدت المصادر ان جميع الأطراف المعنيين أعطوا الضوء الأخضر لإتمامها، لكن هناك من يفضّل إعطاء فرصة من اجل التحضير لها من خلال تشكيل لجنة يتمثل فيها الجميع، إضافة الى تولي الرابطة المارونية الإعداد لمشروع البيان الختامي الذي سيصدر في نهاية الاجتماع لقطع الطريق على إمكان حصول اختلاف من شأنه ان ينعكس سلباً، ليس على المصالحة فحسب، وإنما على مجمل الوضع المسيحي. ولم تتأكد المصادر مما اذا كان عون متحمساً للانضمام الى المتصالحين في الشارع المسيحي باعتبار ان أوساطاً مقربة منه تتعامل مع المصالحة وكأنها تصب في مصلحة جعجع أكثر من سواه، إضافة الى ان"التيار الوطني الحر"يفضل الإبقاء على ملف الاختلاف المسيحي - المسيحي مفتوحاً لحاجته الى خصم دائم يوجه إليه باستمرار انتقاداته في استعداداته لخوض الانتخابات النيابية. وتوقفت المصادر عينها أمام زيارة عون الحالية لطهران، وسألت عن خلفية تزامنها مع انتقال الرئيس سليمان الى المملكة العربية السعودية في اول قمة يعقدها، بعد انتخابه، مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعن"الصدفة"في ذلك. وأضافت المصادر ان موعد القمة اللبنانية - السعودية كان معروفاً قبل أكثر من شهر، وهذا كان يتطلب، بحسب المصادر من عون والدولة الإيرانية المضيفة له أن يتحاشيا اختيار التاريخ نفسه لتلبية الدعوة حتى لا ينظر إليها، وكأنها"طُبخت"، للتعكير على محادثات سليمان في جدة. واعتبرت ان اختيار التوقيت نفسه يعزز الاعتقاد السائد في الوسط السياسي اللبناني بأن عون وطهران أرادا توجيه رسالة غير مباشرة الى رئيس الجمهورية، ليس لصرف الأنظار عن زيارة الأخير السعودية فحسب، وإنما لفتح الباب أمام تعدد التفسيرات السياسية في ضوء المواقف التي صدرت عن عون في طهران. حتى ان جهات حليفة لعون، ليس"حزب الله"هو المقصود، رأت انه كان في غنى عن التبريرات التي قدمها دفاعاً عن زيارته طهران، وتحديداً بالنسبة الى قوله انه ذهب الى هناك للدفاع عن المسيحيين في الشرق باعتباره الممثل الحقيقي الأوحد لهم. وقالت هذه الجهات ان عون وضع نفسه في مرتبة البطريرك السياسي للمسيحيين في الشرق من دون ان يدرك ان موقفه هذا يشكل لها إحراجاً مع سورية التي تتصرف مع المجموعة الأوروبية على أنها حامية للمسيحيين في لبنان. وسألت الجهات نفسها:"لماذا بالغ عون في إعطاء التبريرات لزيارة طهران في معرض رده على منتقديه في الساحة اللبنانية؟ وهل كان في حاجة الى تكبير حجره السياسي ليدخل في منافسة مباشرة مع سورية في موضوع حماية المسيحيين في الشرق وأولهم المسيحيون في لبنان، خصوصاً ان هذه المسألة تشكل واحدة من أهم الأوراق السورية في لبنان؟". على صعيد آخر، تجري مشاورات بين قيادات قوى 14 آذار تمهيداً لعقد اجتماع يطلق الإشارة السياسية باتجاه التحضير لمؤتمرها العام في 22 تشرين الثاني نوفمبر المقبل الذي يخصص لإنجاز الوثيقة السياسية التي على أساسها ستخوض الانتخابات النيابية في الربيع المقبل على لوائح موحدة.