أعلن ستيفن هادلي مستشار الرئيس الأميركي جورج بوش لشؤون الأمن القومي أمس، أن باكستان غير مؤهلة حالياً لمواجهة تهديد متشددي منطقة القبائل، في وقت كثف الجيش الأميركي عملياته في المنطقة. وأكد هادلي قبل لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره الباكستاني آصف علي زرداري في واشنطن الثلثاء، أن الإدارة الأميركية تحاول مساعدة إسلام آباد في التعامل مع هذا التهديد الذي لن يحل إلا إذا امتلكت باكستان القدرة على السيطرة على المنطقة". ورفض هادلي الحديث عن الضربات أو عن مخاوف من تعرض القوات الأميركية لإطلاق نار من الجيش الباكستاني إذا دخلت أراضي باكستان من دون نيل موافقة إسلام آباد، وقال:"نريد التعاون مع باكستان التي نعمل مع سلطاتها، اذ نحتاج إلى التأكد من أن التهديدات لن تتخطى نطاق المنطقة". ويحذر محللون من أن الإجراءات الأميركية الأحادية تزيد الضغوط على حكومة باكستان، وتهدد تعاونها مع واشنطن. في غضون ذلك، قتل 10 جنود باكستانيين ومدنيان وجرح 12 آخرون، في هجوم نفذه انتحاري استقل سيارة مفخخة على قافلة عسكرية لدى مرورها قرب بلدة مير في إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غرب المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأوضحت الشرطة أن آلية حملت مواد متفجرة وقادها انتحاري انفجرت في موكب للقوات الباكستانية قرب حاجز تفتيش على طريق تربط ميرانشاه بمنطقة بانو، أدت إلى تدمير آليتين عسكريتين. وطوقت قوات الأمن موقع الهجوم في الإقليم الذي يشكل ملاذاً لمتشددي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"، ومسرحاً لمعارك شرسة وهجمات انتحارية شنت خلال السنوات الماضية. وأطلقت قوات الأمن حملة عسكرية في إقليم باجور ومنطقة وادي سوات في آب أغسطس الماضي، حيث قتل مئات المتمردين وفر آلاف السكان إلى مناطق مجاورة أو أخرى في أفغانستان. وتعتقد السلطات بأن متشددين عرباً كثيرين وآخرين قادمين من وسط آسيا يتمركزون في المنطقة. وفي إقليم باجور، قتل الجيش 16 متمرداً موالياً ل"القاعدة"في هجوم شنته قواته البرية وسلاح الجو التابع له لتدمير مخابئ لمتطرفين في منطقتي ماموند لويسوم. واندلعت المعارك في الإقليم ليل الجمعة ? السبت، اثر وصول تعزيزات ضمت عدداً كبيراً من الجنود والمدرعات. "طالبان جديدة" على صعيد آخر، أفاد تقرير أوردته صحيفة"واشنطن بوست"بأن تمرد"طالبان"في أفغانستان بات أكبر وأفضل تسليحاً، وأكثر ثقة وقدرة على تنفيذ هجمات متواصلة،"في وقت اعتبر سرياً قبل سنة ويفتقد التنظيم والتسليح". وزادت الصحيفة أن"عمليات طالبان شملت قبل سنة نصب مكامن وإحراق مدارس خالية وتوزيع رسائل تحذير خلال الليل وتركيز هجماتهم في مناطق ريفية جنوبأفغانستان، أما اليوم فيستطيع مقاتلو الحركة شن هجمات في الأقاليم كلها، ويسيطرون على مناطق محيطة بالعاصمة. كما نفذت طالبان الجديدة تفجيرات في السفارات والسجون، وحاولت اغتيال الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وقتلت عمالاً أجانب وشنقت وذبحت عشرات الأفغان". وأضافت الصحيفة أن"طالبان الجديدة"أنشأت هيكلاً حكومياً موازياً يتضمن مجالس دفاع ومالية، وعينت قضاة ومسؤولين في بعض المناطق، مشيرة إلى أن الحركة تعرض المال لتجنيد مزيد من العناصر، وتدير مواقع إلكترونية وجهازاً للدعاية الإعلانية يعمل على مدار 24 ساعة يومياً، ويتولى الإعلان عن الحوادث الأمنية. ونقلت الصحيفة عن وحيد مُجدا، أحد مساعدي وزير خارجية سابق في عهد إمارة طالبان الإسلامية التي حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001، إن"هذا ليس زمان إمارة طالبان، بل جيل جديد أكثر تعليماً لا يعاقب الناس على حيازة أقراص مدمجة أو أشرطة"، وأن"طالبان القديمة أرادت نشر الشريعة والأمن والوحدة في أفغانستان، أما طالبان الجديدة فلديها أهداف أوسع، أهمها دحر القوات الأجنبية خارج البلاد والعالم الإسلامي".