استدعت باكستان أمس، السفيرة الأميركية في إسلام آباد، آن باترسون، وأبلغتها احتجاجاً رسمياً على الغارة الجوية التي شنتها طائرة استطلاع من دون طيار على منزل في بلدة بانو القريبة من مناطق القبائل شمال غربي، وأدّت بحسب مصادر أمنية باكستانية وأميركية الى مقتل القيادي السعودي في تنظيم"القاعدة"عبدالله عزام وخمسة متشددين آخرين. وشدد وكيل وزارة الخارجية سلمان بشير الذي سلم السفيرة الأميركية الاحتجاج، على ضرورة توقف الهجمات الأميركية التي بلغ عددها 20 في الأشهر الثلاثة الماضية، وواكبتها إسلام آباد باحتجاجات"شكلية"، في وقت ترفض واشنطن التعليق عليها. وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية الوطنية، أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان حكومته لن تتسامح مع الهجمات الصاروخية الأميركية، آملاً بأن تمارس إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مزيداً من ضبط النفس. وقال"هذه التصرفات تفاقم مشاكلنا، لكنني واثق من ان إدارة أوباما ستسيطر عليها". وأضاف:"بصفتي رئيساً للسلطة التنفيذية أؤكد عدم وجود تفاهم على الغارات الجوية مع الولاياتالمتحدة". وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني حض في كلمته أمام اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي ناتو في بروكسيل أول من أمس على وقف استخدام طائرات أميركية من دون طيار داخل أراضي بلاده، فيما صرح الجنرال الأميركي ديفيد ماكيمان قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان بأن قواته تعمل بالتنسيق مع حرس الحدود الباكستاني في مناطق القبائل. وتتبع قوات حرس الحدود وزارة الداخلية، بينما تخضع وحدات الجيش في مناطق القبائل لقيادة الجيش ووزارة الدفاع، وهو ما يصعب التنسيق الكامل بين الجانبين. وهددت"طالبان باكستان"في بيان تلا اجتماع عقده قادة عسكريون في إقليم شمال وزيرستان بشن هجمات انتقامية خارج مناطق القبلية اذا استمرت الهجمات الصاروخية الأميركية، فيما نفت مصادر مقربة من المقاتلين العرب في مناطق القبائل وأفغانستان تسمية قائد في القائدة ب"عبدالله عزام"، مشيرة الى ان وسائل الإعلام خلطت بين أحد القتلى في بانو والشيخ عبدالله عزام الفلسطيني الذي اعتبر الأب الروحي للأفغان العرب، واغتيل قبل 19 سنة مع ولديه في مدينة بيشاور. ميدانياً، أعلن الجيش ان جنوده قتلوا تسعة مسلحين بينهم سبعة من الاوزبك في قصف مدفعي لأربعة مواقع في اقليم باجور شمال غربي. وفي أفغانستان أ ف ب، قتل شرطيان في هجوم انتحاري نفذ باستخدام سيارة مفخخة في ولاية خوست شرق أسفر أيضاً عن جرح جنديين أميركيين من الحلف الأطلسي. وقال لطف الله باباكر خيل، حاكم اقليم دوماند بولاية خوست، إن"التفجير استهدف مدخل المبنى الرسمي للإقليم المحاذي للحدود مع باكستان". وسقط تسعة من عناصر"طالبان"في هجوم شن على موكب الحاكم الإقليمي محب الله غيلان في ولاية غزنة وسط، من دون ان يؤدي ذلك الى خسائر في صفوف قوات الأمن. نشر في العدد: 16667 ت.م: 21-11-2008 ص: 8 ط: الرياض