سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ميدفيديف يعلن معارضته التحرك العسكري ضد إيران أو فرض مزيد من العقوبات عليها . موسكو ودمشق تدرسان تعزيز تعاونهما العسكري وسفينة روسية تبدأ تأهيل قاعدة طرطوس
تجاهلت موسكو الانتقادات الغربية وخصوصاً من واشنطن، وخطت خطوة اضافية باتجاه تعزيز تعاونها مع حلفائها في الشرق الاوسط من خلال اتفاق على تحديث ميناء طرطوس السوري للاستخدام العسكري الروسي، في حين اعتمد الرئيس ديمتري ميدفيديف لهجة أكثر حسماً في معارضته أي هجوم عسكري على إيران بسبب طموحاتها النووية، مؤكداً أن لا حاجة الآن لتشديد العقوبات على طهران. وتزامن كلام ميدفيديف مع زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لموسكو حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وعلى خلفية الأزمة المشتعلة في القوقاز والمواجهة المتصاعدة بين روسيا والغرب، خصوصاً مع الولاياتالمتحدة، أجرى قائد القوات البحرية السورية اللواء طالب الباري في موسكو امس محادثات وصفت بأنها"مثمرة ومفيدة"مع القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي الأميرال فلاديمير فيسوتسكي قال مسؤولون روس إنها تناولت قضايا التعاون في الميدان العسكري. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن البحث تركز على مسألة الوجود العسكري الروسي في طرطوس، وإن المحادثات شكلت"استمراراً للمناقشات التي جرت خلال زيارة الرئيس بشار الأسد الأخيرة لروسيا". وكان مسؤولون عسكريون روس ركزوا على مسألة"تطوير التعاون والوجود الروسي في قاعدة طرطوس السورية". يذكر أن البلدين تحدثا عن نيتهما إعادة تأهيل القاعدة التي كانت في العهد السوفياتي مركز صيانة وتموين للسفن الحربية السوفياتية. وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن 50 روسيا يعملون حالياً في المركز، لكن دمشقوموسكو تنويان إجراء أعمال صيانة وتوسيع وإعادة بناء رصيف الموقع ليتمكن من استقبال السفن الروسية الكبيرة. وكانت قيادة الأسطول الروسي دعت أكثر من مرة الى توسيع المركز وتحويله إلى"قاعدة عسكرية أساسية للأسطول الروسي في البحر المتوسط". وفي هذا السياق، افادت وكالة"ايتار تاس"امس ان سفينة من الاسطول الروسي في البحر الأسود بدأت عملية اعادة تأهيل قاعدة طرطوس للاستخدام العسكري الروسي. من جانبه، قال مساعد القائد العام للاسطول الحربي الروسي العقيد البحري إيغور ديغالو امس إن"التعاون يرمي إلى مواصلة تعزيز الثقة والتفاهم بين أسطولي الدولتين". في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الذي لفتت زيارته لموسكو أمس أنظار المسؤولين الأميركيين، محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال خلال استقباله انه"راض عن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين موسكووطهران"، مضيفاً ان بلاده مرتاحة لمستوى التعاون الثنائي. وذكر لافروف في مستهل لقائه نظيره الإيراني في موسكو أمس أن الجانبين سيبحثان الأوضاع في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية والعراق وأفغانستان والشرق الأوسط، ما اعتبره مراقبون مؤشراً الى تعزيز التنسيق بين موسكووطهران في الملفات الدولية والاقليمية الساخنة ايضا. واللافت أن مصادر روسية تحدثت عن سبب آخر لزيارة الوزير الإيراني في هذا التوقيت، وهو حرص طهران على الاطلاع على"خطط قيل إن واشنطن أعدتها لتوجيه ضربة ضد إيران عبر الأراضي الجورجية، قبل أن يؤدي التدخل الروسي الحاسم في جورجيا الشهر الماضي إلى إحباطها". في هذا الصدد، حذر الرئيس الروسي في كلمة ألقاها في الاجتماع السنوي لنادي فالداي الذي يضم صحافيين وخبراء في شؤون روسيا امس، من اتخاذ خطوات احادية ضد إيران، معتبراً ان هذا الأمر"سيكون خطراً". وأيد المفاوضات التي يجريها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع طهران في شأن رزمة حوافز قدمها الغرب لإيران لاقناعها بكبح برنامجها النووي. ورأى ميدفيديف ان"المهم هو استمرار المفاوضات"التي وصفها ب"الايجابية جداً"، مضيفاً:"يجب ألاّ نتخذ الآن أي عقوبات جديدة".