سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تبحث عن بدائل بعد تلميحها إلى الاستعداد لإخلاء قاعدتها في أوكرانيا . ميدفيديف يبدأ زيارة ليريفان وسط تكهنات بنشر قواعد عسكرية روسية جديدة في أرمينيا
بدأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، زيارة لأرمينيا يجري خلالها محادثات مع نظيره سيرج ساركسيان تتركز على ملفات العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية وعدد من القضايا الدولية، في مقدمها الوضع في جنوب القوقاز. وتزامنت الزيارة مع تردد أنباء عن نية موسكو نشر قواعد عسكرية جديدة في أرمينيا. وذكرت مصادر ديبلوماسية روسية أن محادثات الرئيسين ستركز على ملف النزاع مع أذربيجان على مرتفعات قره باخ، وهو ملف تحرص يريفان على إثارته مع الروس في كل زيارة. لكن اللقاء الحالي يكتسب أهمية خاصة بحسب محللين روس، لأن موسكو بدأت بعد أزمة القوقاز الأخيرة، تنشيط تحركها لتسوية الملفات الخلافية في الفضاء السوفياتي السابق. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده ترى أن إنهاء النزاع على قره باخ"أمر ممكن بعد حل مسألتين أو ثلاث"تشكل نقاط الخلاف الأساسية بين الجانبين، وبينها مسألة تواجد القوات الأرمينية في المناطق الأذرية المتاخمة للإقليم، وترددت معلومات عن قيام وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف بزيارة ليريفان، عرض خلالها انسحاب القوات الأرمينية، في مقابل أن ترسل روسيا قوات لحفظ السلام إلى إقليم قره باخ الذي أعلن استقلالاً في بداية تسعينات القرن الماضي من جانب واحد عن أذربيجان. وبحسب أوساط روسية فإن سيرديوكوف عرض أيضاً نشر قواعد عسكرية جديدة في أرمينيا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. ومعلوم أن موسكو تحتفظ حالياً بقاعدة عسكرية واحدة على الأراضي الأرمينية، لكن أوساطاً عسكرية تحدثت أكثر من مرة أخيراً عن احتمال نقل قسم من قوات البحرية الروسية المرابطة في جزيرة شبه القرم إلى أرمينيا. ولم يستبعد المحلل الأرميني ستيبان غريغوريان أمس، إمكان بحث إقامة قواعد عسكرية روسية جديدة في أرمينيا ونشر قوات روسية لحفظ السلام في قره باخ خلال زيارة ميدفيديف ليريفان. وتزايدت التلميحات الروسية الى احتمال نشر قواعد عسكرية جديدة في الفضاء السوفياتي السابق ومناطق أخرى في العالم من بينها طرطوس في سورية، خصوصاً بعدما أثيرت شكوك في مصير التواجد العسكري الروسي في قاعدة أوكرانية وضرورة البحث عن بدائل لها في حال صمم الأوكرانيون على موقفهم الداعي الى خروج الروس من أراضيهم بحلول عام 2017 موعد انتهاء مدة الاتفاق المبرم بين الجانبين. واللافت أن الحديث عن احتمال نشر القواعد العسكرية الجديدة تزامن مع قيام نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف بتوجيه"رسائل تطمين"إلى أوكرانيا والغرب، حول عدم تمسك موسكو ببقاء أسطولها في قاعدة سيفاستوبول في أوكرانيا بعد انتهاء مدة الاتفاق الذي تستأجر روسيا بموجبه القاعدة من كييف. وقال إيفانوف إن بلاده"لا تسعى إلى زعزعة الوضع في أوكرانيا وسنخرج من سيفاستوبول إذا طلبوا منا ذلك". وأضاف أن موسكو"ستسعى الى تجديد اتفاق تأجير القاعدة العسكرية لكنها ستخليها إذا صممت كييف على موقفها الرافض"مشيراً الى أن الروس"ليسوا عدوانيين، وليست لدينا طموحات إقليمية ولن نسعى لشن حرب أو بدء هجوم على أحد". وهذه المرة الأولى يشير فيها مسؤول روسي بارز إلى احتمال الانسحاب من القاعدة العسكرية في أوكرانيا، وكانت تصريحات المسؤولين الروس في السابق تؤكد أن موسكو ستعمل على بقاء قواتها في القاعدة والتوصل إلى اتفاق مع الأوكرانيين في هذا الشأن . معلوم أن هذا الملف أثار مخاوف كبرى بعد أزمة القوقاز والتدخل العسكري الروسي في جورجيا، ولوحت بلدان غربية باحتمال أن تقدم موسكو على مواجهة عسكرية مع الأوكرانيين لسلخ شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا، وطالبت كييف بعد ذلك بسحب القوات الروسية من أراضيها، فور انتهاء موعد الاتفاق الحالي في عام 2017، وأصدر الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو قراراً بهذا الشأن، اعتبرته موسكو"عنصر توتر جديد في العلاقات". ورد مسؤولون عسكريون روس في السابق كلاماً فاقم المخاوف من نيات موسكو، إذ قال القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي الأدميرال فلاديمير فيسوتسكي إن روسيا تعتزم الإبقاء على أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول بعد عام 2017، على رغم اشارته إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الأوكرانيين في هذا الشأن، لكنه زاد أن روسيا"لم تُخف أبداً رغبتها في بقاء أسطولها في سيفاستوبول حتى بعد عام 2017 لأن هذا المكان يعد مكاناً طبيعياً وتاريخياً لمرابطة أسطول البحر الأسود".