فيما أكد الرئيس ديمتري مدفيديف أن بلاده تعارض فرض أي عقوبات جديدة على ايران كشفت أوساط سياسية إيرانية بأن وزير الخارجية الإيراني منوجهر متكي أجرى خلال زيارته يوم الجمعة الماضي مع القيادة الروسية في موسكو محادثات سرية تركزت خاصة على تعزيز التعاون الأمني والتسليحي والنووي بين البلدين. وقالت هذه الاوساط ل "الرياض" بان حكومة الرئيس نجاد التي تعمل جاهدة في الوقت الراهن لاستغلال النزاع الجورجي الذي ادخل العلاقات الروسية الاميركية في فتور كبير لصالح برنامج ايران النووي و الحصول على احدث الاسلحة المتطورة المتوفرة في الترسانة العسكرية الروسية بعثت بوزير الخارجية الايرانيلموسكو للاعراب عن دعم طهران لموقف روسيا في النزاع الجورجي والعمل على تعزيز التعاون الامني و التسليحي والنووي بين البلدين. وقالت الصحافة الايرانية أمس بان متكي اجرى خلال لقائه مع المسؤولين الروس محادثات سرية تخص العلاقات الاستراتيجية التي تربط طهرانوموسكو دون ان تكشف عن طبيعة هذه المحادثات. وتوقعت الاوساط السياسية الايرانية بان يزور وفدان ايرانيان قريبا موسكو الاول تسليحي والثاني نووي وذلك لعقد اتفاقيتين تقوم بمقتضاهما روسيا بتسليم ايران اسلحة متطورة منها نظام صاروخي متطور مضاد للجو اضافة الى معلومات تقنية نووية تساعد طهران في تطوير برنامجها النووي. الى ذلك اكدت الاذاعة الايرانية أمس ان وزير الخارجية الايراني اتفق مع نظيره الروسي لافيروف خلال زيارته لموسكو على توسيع التعاون الامني بين البلدين في خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في منطقة القوقاز. ونسبت الاذاعة الى متكي قوله انه اجرى خلال لقاءاته بالمسؤولين الروس محادثات هامة في اطار تعاون البلدين لحل الازمات الاقليمية اضافة الى تعزيز اوجه التعاون بين البلدين. وتأتي هذه التطورات في وقت اكد فيه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يوم الجمعة الماضي بان بلاده تعارض بشدة فرض اي عقوبات جديدة على ايران بسبب نشاطاتها النووية السلمية باعتبارها عديمة الجدوى تماما معربا عن دعم بلاده للبرنامج النووي الايراني الذي اعتبره سلميا محضا. وكان متكي الذي اختتم زيارته لروسيا قال أمس السبت ان مشروع الدرع الصاروخي الاميركي هو في الحقيقة تجسيد لحرب النجوم بهدف السيطره على روسيا. و ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا) ان متقى اشار خلال لقائه نظيره الروسي سيرجي لافروف الى المسيرة المتنامية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين طهرانوموسكو. وفي اشارة الى ازمة القوقاز الاخيرة ، قال وزير الخارجية الايراني ان ظروف المنطقة والاجواء الدولية توجب المزيد من تعزيز التعاون الاقليمي وبامكان دول منطقة القوقاز ومن خلال التعاون الامني المشترك احباط مؤامرة الازمة في القوقاز و تحركات بعض الدول خارج المنطقة التي تدل على السعي لاستمرار الازمة.. ومن جانبه ، قال لافروف "اننا نرحب باستمرار المباحثات حول العلاقات الثنائية والتعاون الاقليمي وفي هذا المجال فقد حققنا انجازات ملحوظة". واشار لافروف الى فشل الدورالامريكي في القوقاز وقال: اعلنت بان هدف آمريكا من طرح مشروع الردع الصاروخي هو السيطرة على روسيا. واعلن لافروف استعداد بلاده للتعاون الامني مع ايران ودول القوقاز من اجل احلال الامن والاستقرار في المنطقة. واضافت الوكالة ان الجانبين اكدا في ختام مباحثاتهما على ضروره استمرار تبادل وجهات النظر في عاصمتي البلدين للتوصل الي حل اقليمي من اجل احلال الامن والاستقرار وفقا لما اتفق بشأنه رئيسا البلدين. وكان متقي قد وصل يوم الجمعة الي العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا للقاء كبار المسئولين الروس. وغادر متقي امس السبت روسيا متوجها الي جمهورية آذربيجان و ذلك في اطار المساعي التي تبذلها طهران للمساهمة في حل الازمة في منطقة القوقاز.