في الوقت الذي انتهت أمس أزمة خطف طائرة الركاب السودانية من دارفور إلى ليبيا بإطلاق جميع الركاب والطاقم وطلب الخاطفين الإثنين اللجوء إلى طرابلس، بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة لجوبا، عاصمة جنوب البلاد، داعياً إلى"وحدة اختيارية"بين جنوب البلاد وشمالها. راجع ص 6 وتأتي زيارة البشير إلى الجنوب وسط ملامح خلافات جديدة بين شريكي الحكم السوداني، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، على خلفية الموقف من المحكمة الجنائية الدولية التي يطلب الإدعاء فيها توقيف الرئيس البشير بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية في دارفور. وظهرت الخلافات الجديدة بعدما قال القيادي الكبير في الحركة الشعبية باقان أموم من الولاياتالمتحدة إن توقيف البشير لن يؤثر في عملية السلام في السودان، فرد عليه القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم مندور المهدي بأنه يقود تيار"المحافظين الجدد"الأميركيين في الحركة الشعبية واتهمته بالسعي إلى تقويض الشراكة بين الجنوبيين والشماليين. لكن رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت كان على رأس مستقبلي الرئيس السوداني في جوبا، وعقدا معاً مؤتمراً صحافياً اعتبر فيه البشير عملية خطف الطائرة إلى ليبيا"عملا ارهابياً رخيصاً". وقال مسؤولون سودانيون إن البشير يزور الجنوب، للمرة الثانية في سنتين، لإبرام اتفاق سيسمح بالتوقيع لاحقاً على عقود مع شركات صينية لبناء ثلاثة سدود في جنوب السودان، بينها اثنان في الولاية الاستوائية والثالث في ولاية بحر الغزال. وجدد البشير رفضه التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب وابادة فى دارفور، وقال إن عمل المحكمة سياسي وليس قانونياً. واتهم"القوة النافذة في العالم"، في إشارة إلى أميركا، بأنها لا تريد تحقيق السلام في دارفور. ودعا الى وحدة اختيارية بين ابناء الوطن لأنها"ستجعل منا دولة عظمى". أما سلفاكير فأكد حرص شريكي الحكم على المضي في تنفيذ اتفاق السلام وايجاد حلول ناجحة لكل مشاكل البلاد.