لام الرئيس السوداني عمر البشير نائبه الأول رئيس حكومة جنوب البلاد سلفا كير ميارديت، بعدما اتهم الأخير الحكومة بالفشل في إيجاد سلام يوفر الأمن والحماية للمدنيين في دارفور، ودعا الى تدخل دولي في الاقليم. وجاء ذلك في وقت أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، في مقابلة مع"الحياة"نصها في ص 6، أن الاتهامات التي قدمها ضد وزير سوداني وقائد في ميليشيات"الجنجاويد"بارتكاب جرائم حرب في دارفور تقوم على"أدلة قوية جداً"، رافضاً قول الخرطوم إن المحكمة الجنائية في لاهاي ليس لها صلاحية لمحاكمة السودانيين. وأكد أن القضية ضد المتهمين السودانيين قد لا تتوقف عندهما، ولكن ذلك يعتمد على الأدلة التي يملكها. وطلبت"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي يقودها سلفا كير، من البشير أمس العدول عن قراره الرافض نشر قوات دولية في دارفور. وقال الأمين العام للحركة باقان آموم إن الطلب جاء بسبب فشل الحكومة التي تشارك فيها حركته في حماية أرواح سكان الإقليم، موضحاً أن سلفا كير طلب ذلك رسمياً من البشير. وأكدت الحركة استمرار المشاكل بينها وبين المؤتمر الوطني، شريكها في الحكومة، حول عدد من القضايا الواردة في اتفاق السلام الموقع في مطلع العام 2005. وقال آموم إن أبرز المشاكل هي كيفية توزيع عائدات النفط المستخرج من منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها. وكشف أن حركته طرحت مجموعة من الأفكار إلى"حزب المؤتمر الوطني"بزعامة البشير تتعلق بكيفية التعامل مع اتهام المحكمة الجنائية وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون والقيادي في ميليشيا"الدفاع الشعبي"علي كوشيب بارتكاب جرائم حرب في دارفور. لكنه رفض الافصاح عن هذه الأفكار، موضحاً أن"المؤتمر الوطني"وافق على بعضها ورفض أخرى لصعوبتها. وعُلم أن البشير لام نائبه الأول سلفا كير على تصريحات قال فيها إن"التدخل الدولي في دارفور أصبح أمراً ضرورياً لإيقاف القتال والسماح باستمرار عمليات الإغاثة". لكن الناطق باسم"الحركة الشعبية"ياسر عرمان وصف أجواء الاجتماع بين البشير ونائبه بأنها كانت جيدة، ونفى أي أثر سلبي على الائتلاف الحاكم بعد تصريحات سلفا كير، لافتا الى أن الأخير كان يعيد تأكيد الموقف المعروف لحركته المطالب بضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل لأزمة دارفور. وانتقد الحزب الحاكم تصريحات سلفا كير واعتبرها مضرة بالمصلحة القومية للبلاد. وقال مسؤول الإعلام الدولي في الحزب عبدالرحمن الزومة إنها"تصريحات سلبية المستفيد الوحيد منها أعداء الوطن". واعتبر الزومة أن مسؤولي"الحركة الشعبية"مخطئون إذا تصوروا أنهم يمكنهم بمثل هذه التصريحات تصفية حسابات سياسية.