تراجعت مؤشرات الأسهم في أسواق المال الأوروبية الكبرى، الأسبوع الفائت، في شكل ملحوظ، نتيجة تقلبات أسعار النفط وغموض الموقف في القوقاز وقلق المستثمرين من ظهور تبعات لأزمة الرهن العقاري الأميركية وارتفاع معدلات التضخم . وتمثّل القاسم المشترك بين الأسهم الهابطة، في كون معظمها من أسهم قطاعات الطيران والسياحة والمصارف الكبيرة ومؤسسات المال. وضغطَ تراجع القوة الشرائية الواضح في أوروبا، على أسهم شركات توزيع المنتجات الاستهلاكية، بينما استفادت شركات التعدين والطاقة والنفط من انخفاض أسعار النفط، وزاد الإقبال عليها بنسب متفاوتة، لكنها أدت إلى ارتفاع ملحوظ في أسهمها. وكانت البورصة البريطانية الأكثر تماوجاً بين نظيراتها الأوروبية، فهوت أسهمٌ فيها في شكل درامي وارتفعت أسهمٌ اخرى بصورة يرى محللون أنها غير عادية، لكن مؤشرها ارتفع 1.74 في المئة خلال أسبوع واحد، فاستفادت أسهم شركات تجارة النفط الخام من انخفاض أسعار الذهب الأسود وارتفعت"توللو أويل"بنسبة 17 في المئة، و"كازاخميس للطاقة"15 في المئة، بينما تراجعت أسهم"بريتش آر وايز"نتيجة انخفاض قيم أسهم الطيران الأوروبية، وتراجع"مارك أند سبنسر"بصورة درامية، لتكتمل الصورة بانخفاض أسهم مؤسسات مالية مثل"توماس كوك"و"باركليز". وفي فرانكفورت، أغلق مؤشر"داكس"الألماني على تراجع 1.6 في المئة بسبب انخفاض في أسهم"هيبو"للعقارات و"دوتشه بنك"7.18 في المئة و5.05 في المئة على الترتيب، بعد فشل التوصل إلى اتفاق جيد بين البنك الألماني والمدعي العام في نيويورك حول إمكان استعادة سندات مؤجلة بقيمة بليون دولار، ما أثار قلق مستثمرين من احتمال أن يتعرض البنك لغرامة باهظة في الولاياتالمتحدة.پ كما تراجعت أسهم شركة الطيران الألمانية"لوفتهانزا"و"تيو"للسياحة لتدني الإقبال على السفر وارتفاع أسعار تذاكر الطيران، إلى جانب"اديداس"للأدوات الرياضية، بحوالى 5 في المئة. ويرى محللون أن اهتمام بنك التنمية الكوري بشراء مؤسسة"ليمان براذرز"الأميركية للاستثمارات، حرّك أجواء التعامل قبل ساعات من إغلاق التعامل، لكنها لم تفلح في تحويل المؤشر إيجاباً. ولم ينجح الإقبال على أسهم شركات أدوية وطاقة في رفع المؤشر إذ راوح الارتفاع بين 4 و 1 في المئة فقط. پأما مؤشر بورصة باريس"كاك"فتراجع 3.35 في المئة، بسبب انخفاض أسهم شركات الطيران والاتصالات والسلع الاستهلاكية ومواد البناء، التي تأثرت بتقارير تتوقع تراجع الإقبال على البناء في أوروبا، وخمول أصابَ سوق العقارات الأوروبية، تحسباً لتراجع أسعارها. ولم تكن البورصة السويسرية أفضل حالاً فتراجعت مؤشراتها 3.25 في المئة، على رغم الارتفاع الجيد لأسهم بنوك شركات التقنية المتطورة ودخول"أوراسكوم"للتنمية بقوة في سوق التداول. إلا أن الخسارة الفادحة التي منيت بها شركتا"سيبا"و"أكو هولدينغ"للكيماويات، وشركة"سانتيرا"للأدوية و"كارلو كافاتزي"للتجهيزات الكهربائية و"فالتر ماير"للتجهيزات العقارية، هوت بالمؤشر نحو الخسارة. پوتراجع مؤشر بورصة مدريد 4.01 في المئة، وميلانو الإيطالية 3.54 في المئة، وفيينا النمسوية واحداً في المئة. وانعكس التراجع على مؤشر"يوروستكوس"الأوروبي ففقد بدوره 3.52 في المئة، إذ لعبت الخسائر المتواصلة في أسهم المؤسسات المالية دوراً في زيادة تراجعه.