جنحت مؤشرات البورصات الأوروبية، الأسبوع الماضي، نحو التراجع بين 7 و13 في المئة، ومنيت ردهاتها بالإحباط والخوف. پوترسم تحركات مؤشرات البورصات السلبية، ملامح انكماش اقتصادي وركود، من الواضح أنهما سيكونان عناصر المشهد السياسي الأوروبي أكثر مما توقع المراقبون. پوبقيت أسهم قطاع السيارات والعقارات ومؤسسات المال والتأمينات، تترقب مشترين من دون جدوى. ويتوقع مراقبون أن تواصل الأسهم الأوروبية انخفاضها خلال الأسبوع المقبل، بسبب مخاوف من عدم وصول الدعم المالي الموعود إلى قطاعات صناعية كبيرة. ويتزامن الوضع مع تراجع طلبات التوريد لدى قطاعات حساسة مثل الكيماويات التطبيقية، وإعلان الدول الأوروبية تباعاً عن توقعاتها بتراجع النمو الاقتصادي، ما يجعل فرص التفاؤل باقتراب انحسار الأزمة يتراجع في شكل درامي. ونظراً إلى ما سجلته مؤشرات أسواق الأسهم، نجد أنها تقترب من معدلات تراجعٍ قياسية خلال العام. فهبط المؤشر"داكس"الألماني 13.20 في المئة ليتصدّر أكثر البورصات الأوروبية خسارة. ولم تفلح الشركات المدرجة في بورصة فرانكفورت، في جذب المستثمرين، فهوت اسهم"هايبو"العقارية 34 في المئة، و"دوتشه بنك"23 في المئة، وأسهم شركة"البورصة الألمانية"و"كومرتس بنك"20 في المئة لكل منهما، و"انفينيون"للتقنية 22 في المئة. پولم يكن مؤشر"كاك"الفرنسي أفضل حالاً، فتراجع 12.45 في المئة، وسجلت أسهم مصارف"داكسيا"و"سوسيتيه جنرال"و"كريدي أغريكول"خسائر بنسب متوسطها 27.5 في المئة و"بي ان بي باري با"23 في المئة، ومؤسسة"لافارغ"للتعمير والإنشاء 23 في المئة، لتشارك مؤسسات البناء الأوروبية الكبرى خسائرها، بعد تأكد تراجع الطلب على مشاريع العقارات فترة غير معلومة. پوفي سويسرا لم تنجح خطوة المصرف المركزي الوطني المفاجئة بخفض نسبة الفوائد واحداً في المئة، في تشجيع المستثمرين على التداول، فهوى مؤشر بورصة زورخ 12 في المئة في أسبوع، وتصدرت شركة التأمين"سويس لايف"الشركات الخاسرة بتراجع 21 في المئة، ومعها مصارف"كريدي سويس"21 في المئة و"يوليوس بير"الخاص و"يو بي اس"19 في المئة لكل منهما، ولحقت بهما شركة"سويس ري"للتأمينات التعويضية بخسارة 17 في المئة، في حين نجحت أسهم مؤسسة"بالواز"للتأمينات من تحقيق أرباح قدرها 20 في المئة. ولم يتمكن أكثر المراقبين خبرة من تفسير التراجع الكبير في الإقبال على أسهم أشهر مصرفين سويسريين، أحدهما،"يو بي اس"، هو الأول عالمياً في الاستثمارات الخاصة، وحصل مع منافسه التقليدي"كريدي سويس"على ضمانات مالية قوية لتفادي الخسائر. پوفي بورصة لندن، تراجع مؤشر التداول 10.68 في المئة فقط، وحلت شركات الطاقة أول الخاسرين تصدرتها"كازاخميس"للنفط والغاز ب 33.35 في المئة، و"يورو آسيان"للغاز الطبيعي 23 في المئة، و"اكستراتا"للموارد الطبيعية 31 في المئة و"هامرسون"للعقارات 25 في المئة، ومصرف"ليودز بنك"25 في المئة. پوكان طبيعياً أن تنعكس المؤشرات السلبية على مؤشرات"داو جونز"التي تراجعت على اختلاف أنواعها وتخصصاتها بين 8 و11.5 في المئة، بحيث تجمعت خسائر شركات التأمين والمصارف والسيارات والطاقة تحت سقف واحد تتقدمها"كي بي سي"البلجيكية للاستثمارات، و"ويلستريم"البريطانية للطاقة بنسبة 39 في المئة لكل منهما، ومؤسسة"إن"البريطانية للخدمات الفندقية و"أسمنت هايدلبرغ"الألمانية 35 في المئة لكل منهما، و"دي اس جي"للتجهيزات الكهربائية 34 في المئة. ويعزو المراقبون تدني أسعار أسهم مؤسسات المال الأوروبية إلى خيبة أمل من التعاملات في أسواق المال الأميركية، وعدم استقرار أسعار الدولار في مقابل العملات الرئيسة، وعدم وضوح القرار السياسي الأميركي في خصوص دعم الشركات المشرفة على الإفلاس. كما لم يتضح بعد كيف ستتمكن الحكومات الأوروبية من التعامل مع مشكلة البطالة، وأيهما أحق بالدعم الشركات الصغرى والمتوسطة أم صناديق الخدمات الاجتماعية للعاطلين عن العمل؟، وكيف يمكن تقديم مساعدات إلى شركات لا يعرف ما إذا كانت قادرة على تسويق منتجاتها أم لا، بعد أن بدأت مؤسسات كبرى تعلن عن تقليص خطط الإنتاج. ويبقى التوتر سيداً في الأسواق، إذ تيقن المضاربون أن التعاملات الراهنة مرتبطة بالخسارة، فيدور حديث عن أقل الخسائر الممكنة لتفادي الإفلاس التام. نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: 25 ط: الرياض