لن تذكر أسواق المال الأوروبية تشرين الأول أكتوبر الماضي سوى بالمآسي والخسائر، بعد ان هبطت كل مؤشرات التداول فيها. وكانت"بورصة زوريخ"الأقل هبوطاً بتراجع بلغ 7.54 في المئة مقارنة بأيلول سبتمبر الماضي، بسبب تراجع أسهم مؤسسة"زيوريخ للتمويل"24 في المئة وشركة التأمينات التعويضية"سويس راي"21 في المئة ومؤسسة"سويس لايف"للتأمين 35 في المئة، و"اي بي بي"للطاقة 29 في المئة وشركة"نوبل بيوكير"للخدمات الطبية 46 في المئة. ويحاول السويسريون الاستفادة من تلك النتائج الإيجابية مقارنة بأسواق المال الأوروبية الأخرى، لتعزيز القطاع المالي في البلاد، ويساعدهم في ذلك انخفاض سعر صرف اليورو في مقابل الفرنك السويسري، ما سيجعلها ملاذاً آمناً لكبار المودعين هرباً من تقلبات أسعار العملات الرئيسة، ولعدم وضوح ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة الأميركية من تغيرات وغياب الاتفاق الأوروبي على نهج موحد للخروج من الأزمة المالية. ولم تكن الحال أفضل في"بورصة لندن"حيث تراجع المؤشر بنسبة 11.31 في المئة خلال تشرين الأول الماضي، بسبب خسارة سهم"رويال بنك أوف سكوتلاند"62 في المئة ومصرف"باركليز"وشركة"كازاخميس"للطاقة 50 في المئة. ويبرر محللون هبوط أسهم"باركليز"بأنه عقاب من المستثمرين لاعتماده على رؤوس أموال أجنبية، غالبيتها من الشرق الأوسط، ما قد يؤثر في سياسة المصرف في رأيهم مستقبلاً. ولم تتمكن المصارف الألمانية من رفع معنويات المستثمرين، فهوى مؤشر"داكس"38 في المئة خلال الشهر الماضي، بعد ان تراجعت أسهم"هيئة البريد"والمصرف التابع لها و"دويتشه بنك"40 في المئة لكل منها. وعلى رغم ارتفاع اسهم"فولكسفاغن"للسيارات 80 في المئة خلال شهر واحد و"هايبو"الألمانية العقارية بنسبة 24 في المئة، إلا أن أسهم غالبية الشركات الألمانية بقيت بعيدة من رغبة المستثمرين في شراء الأسهم. وعلى عكس"فولكسفاغن"، هوت أسهم"رينو"الفرنسية للسيارات 46 في المئة وهوى معها"مؤشر بورصة باريس"بنسبة 40 في المئة خلال شهر واحد. وعلى رغم حصول"بورصة بودابست"على دعم أوروبي قيمته 25 بليون يورو، إلا أن الانتعاش لم يحصل في شركاتها إلا في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، فوصلت نسبة هبوط مؤشرها إلى 29 في المئة. ولم تسجل أسهم أي من شركاتها زيادة ملحوظة، بل خسائر تتراوح بين 45 و 25 في المئة. وفي إسبانيا تراجع مؤشر التعامل بنسبة 17 في المئة فقط، بسبب ارتفاع أسهم"بنك الائتمان الإسباني"وشركة الطيران"ايبريا"بين أربعة وسبعة في المئة. وتراوح التراجع في مؤشر بورصات أمستردام وأثينا وبروكسل بين 19 في المئة و30 في المئة، لكن مؤشر التعامل في"بورصة موسكو"كان الأكثر انخفاضاً مسجلاً تراجعاً بلغ 36 في المئة. وصاحب هذا الانخفاض في مؤشرات التداول في البورصة تراجع في أسعار المعادن والخامات الأساسية، فانخفض سعر الذهب 17 في المئة والنيكل 30 في المئة والبلاتين 19 في المئة والفضة 18 في المئة والألومينيوم 18 في المئة والنفط 36 في المئة، على رغم خفض منظمة"أوبك"سقف انتاجها. ويعتقد المحللون ان الخوف من الركود الاقتصادي وتراجع معدلات النمو كان السبب وراء العزوف عن شراء المعادن والخامات الأساسية. ويعول المراقبون على نتائج المؤتمرات الماراثونية التي يجريها كبار القادة عالمياً لإنقاذ الوضع.