سقط نحو 67 قتيلاً وأصيب آخرون في اشتباكات اندلعت بين قبيلتين عربيتين في منطقة بين ولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور بسبب نزاع على المراعي ومصادر المياه. وقال رئيس مجلس شورى قبيلة الرزيقات محمد عيسى عليو ل"الحياة"إن الاشتباكات خلّفت 50 قتيلاً من قبيلته، وحمّل السلطات السودانية مسؤولية اندلاع المواجهات بسبب عدم تدخلها في وقت مناسب على رغم علمها بتوتر الأوضاع. وأضاف ان النزاع بدأ في تموز يوليو الماضي عندما اشتبك الرعاة من القبيلتين على المراعي ومصادر المياه التي تكاد تنعدم خلال فصل الصيف. وقتل اثنان من الطرفين آنذاك لكن تدخل زعماء المنطقة أوقف المواجهات. وكان الجانبان يعدان لمصالحة بينهما. وقال حاكم اقليم كردفان السابق عبدالرسول النور أحد زعماء قبيلة المسيرية إن نحو 17 شخصاً قتلوا من قبيلته وإن هناك جهوداً لاحتواء التوتر ومنع تفاقمه. وتمتلك القبائل وخصوصا العربية في غرب السودان أسلحة رشاشة وأتوماتيكية لحراسة قطعان الماشية من اللصوص والدفاع عن نفسها. الى ذلك، اعتبر مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس عمر البشير"معركة بين الحق والباطل"، واتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتخطيط، عبر المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو، لإضعاف شخصية البشير وتقديم بديل لحكم السودان خلال الانتخابات المقبلة. وهاجم نافع لدى مخاطبته المئات من مواطني الولاية الشمالية الذين احتشدوا أمس في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، اوكامبو والدول الغربية وقال إن السودان يمثّل الحق وهم يمثلون الباطل، وزاد:"اذا ارادوها معركة بين الحق والباطل فمرحباً". وتابع:"قرار اوكامبو قُصد منه إضعاف شخصية البشير وإظهار بدلاء آخرين"، مشيراً الى ان"دول الاستكبار حصدت المر والخيبة"، وبعد أن أصابها اليأس وفشلت في تغيير نظام الحكم بواسطة الانتخابات أو بإشعال الحروب في جنوب البلاد و شرقها ودارفور، اضطرت الى السعي الى توقيف البشير بعد إظهار البدائل لتسيير دفة الحكم بالبلاد. وذكرت تقارير امس أن خبراء قانونيين وطنيين يعكفون على درس بدائل قانونية للخروج من أزمة الحكومة مع المحكمة الجنائية، منها التعامل مع المحكمة بطريقة غير مباشرة عبر محام او شركة قانونية تطعن في البيانات التي قدمها اوكامبو الى جانب رفع شكوى رسمية في مواجهته لدى المحكمة الجنائية الدولية اضافة إلى تقديم طعن لدى مجلس الأمن في شأن القرار 1593 الذي احال ملف انتهاكات دارفور على المحكة الدولية. الى ذلك، دعا زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الرئيس عمر البشير الى تخفيف حكم الاعدام الى السجن في مواجهة 50 من عناصر"حركة العدل والمساواة"التي شاركت في الهجوم على ام درمان فى أيار مايو الماضي تمهيداً لتسوية سلمية تحل مشكلة دارفور. وطرح المهدي في لقائه امس مع اساتذة جامعة الخرطوم امكان أن يقوم رأس الدولة بتخفيف حكم الإعدام الى السجن قائلاً:"كفانا دماء". مساعدات سعودية في غضون ذلك، تواصل المملكة العربية السعودية تقديم الدعم العيني لولايتي جنوب وشمال دارفور، إذ سلمت سفارة خادم الحرمين الشريفين في السودان وجمعية الهلال الأحمر السعودي أمس الحكومة السودانية الدعم العيني الذي يشتمل على 20 ألف سلة إفطار صائم تحتوي على ذرة وحليب وزيت طعام، في إطار برنامج مشروع سلة إفطار الصائم. وأوضح سفير خادم الحرمين لدى السودان محمد بن عباس الكلابي في كلمة له خلال حفلة اقيمت لهذا الغرض، أن هذا الدعم يأتي في إطار العلاقات الإنسانية بين الرياضوالخرطوم في ظل العلاقات الراسخة، مشيراً إلى أن مملكة الإنسانية درجت على تقديم مثل هذا الدعم لشعوب الأرض كافة. ولفت السفير السعودي إلى أن هذا الدعم يأتي مواصلة للدعم الذي قدمته المملكة للسودان وقت الفيضانات. من جهته، قال أمين المنظمات في السودان الدكتور قطبي المهدي إن هذا الدعم ليس غريباً على المملكة العربية السعودية فهي صاحبة الريادة في العمل الإنساني ومعروف عنها مساندة الضعفاء في أنحاء الأرض كافة، مثمناً الدعم المستمر الذي تقدمه المملكة منذ سنوات للسودان عند المحن والكروب. وأضاف:"إن الدعم المقدم من الأشقاء في السعودية سيكون له وقع جيد في نفوس أهل دارفور". وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجّه وزارة المال والجهات المعنية بتقديم مساعدات عاجلة للسودان جراء الأضرار والخسائر المادية التي نجمت عن الأمطار والفيضانات التي اجتاحت بعض البلاد. كما تم تقديم منحة قدرها 20 مليون دولار للسودان بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السعودي وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية والسلطات المحلية في البلدين. يذكر أن الحكومة السودانية تسلمت أخيراً في احتفال كبير أقيم في ميدان"الساحة الخضراء"في الخرطوم، الدفعة الأخيرة من الإغاثة السعودية المقررة للمنكوبين بالفيضانات التي ضربت اجزاء واسعة من البلاد. وكانت الدفعة الأولى وصلت البلاد بعد أسابيع من وقوع الفيضانات في آب أغسطس من العام الماضي.