تتجه العلاقات بين الخرطوموجوبا إلى انفراج بعد قرار السودان وقف تصدير نفط الجنوب عبر أراضيه، وأعلن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع ان هناك توجهاً جديداً في الجنوب لتحسين العلاقات مع بلاده، بينما اكد نائب رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت ان الخرطوم تراجعت عن قرارها بوقف ضخ النفط. وقال نافع في كلمة له أمس أمام الاتحاد العربي للمهن الصحية الذي يعقد مؤتمره في الخرطوم أن دولة الجنوب اقتنعت بأنها لا تستطيع لعب دور في تمزيق السودان وإطاحة نظام الحكم في البلاد. وأضاف أن دولة الجنوب لديها توجه جديد لتحسين العلاقات مع الخرطوم و»نحن نرحب بذلك»، مشيراً إلى ضرورة التعاون بين البلدين. وكان القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ربيع عبد العاطي أعلن (أ ف ب) الأحد أن السودان لن يمضي في تنفيذ تهديده بإغلاق الأنبوب الذي يحمل انتاج الجنوب من النفط الى موانئ التصدير عبر الأراضي السودانية بعد ان اتفق الجانبان على خفض التوتر بينهما الأسبوع الماضي. وأوضح أن «أنبوب النفط لن يغلق الآن»، موضحاً أن «الطرفين اتفقا على وقف الأعمال العدائية» بعد اجتماع الأسبوع الماضي بين نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار ونظيره السوداني علي عثمان محمد طه. وفي خطوة مفاجئة، اعلن السودان مطلع حزيران (يونيو) الماضي انه سيوقف نقل انتاج الجنوب من النفط عبر اراضيه خلال ستين يوماً. وجاء هذا الأمر بعد تحذير الرئيس السوداني عمر البشير للجنوب من دعم المتمردين السودانيين في الشمال. ونفت جوبا اتهام الخرطوم لها متهمة في الوقت عينه الخرطوم بدعم متمردين داخل اراضي جنوب السودان. لكن عبد العاطي قال ان الطرفين اتفقا على رفع مثل هذه الشكاوى للجنة الأفريقية العليا التابعة للاتحاد الأفريقي ويرأسها رئيس دولة جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. وفي جوبا أكد نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار إن الخرطوم تراجعت عن تهديدها بإيقاف ضخ نفط جنوب السودان عبر أراضيها، وقال خلال تقديمه تقرير الى مجلس الوزراء عن نتائج زيارته الى الخرطوم ان الحكومة السودانية اكدت التزامها بتنفيذ اتفاقيات التعاون واستمرار جنوب السودان في استخدام اراضيه لتصدير النفط. وقال مشار إن الخرطوم طالبت تزويدها ب4500 برميل من النفط يومياً من اجل تشغيل محطة لتوليد الطاقة في كوستي عاصمة ولاية النيل الأبيض المتاخمة للجنوب. ويتوقع ان يقود نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وفداً رفيع المستوى إلى جوبا اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع المسؤولين هناك لتسوية القضايا الخلافية والمشاركة في احتفالات دولة الجنوب غداً الثلثاء بمرور عامين على استقلالها. وفي تطور آخر كذب المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، اتهامات جديدة وجهه جيش جنوب السودان الى الخرطوم بتنفيذ هجومين بالطائرات والقوات البرية على مواقع قرب حدودهما المشتركة. وكان جنوب السودان اتهم الجيش السوداني بشن هجومين بالطائرات والقوات البرية على مناطق قرب الحدود. الى ذلك، تعرض علي محمد عبد الرحمن المعروف باسم «علي كوشيب» المسؤول السابق بقوات الدفاع الشعبي المساندة للجيش السوداني واحد ابرز المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور، الى محاولة اغتيال امس في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وروى شهود ان رجلاً مسلحاً اطلق النار على «كوشيب» وطاقم حراسته في المنطقة الصناعية بنيالا، قبل ان يولي هاربا. وأفادت مصادر طبية ان «كوشيب» أصيب في صدره ويده اليمنى وحاله حرجة ما دفع اسرته الى نقله بطائرة خاصة الى الخرطوم. وقالت معلومات لم يمكن التحقق من صحتها ان احد حراس «كوشيب» قتل في الحادث الى جانب امرأة. وشهدت مدينة نيالا على مدى اربعة ايام توترا وحظر تجول عقب مقتل ضباط امن ورجل شرطة في مواجهات تحولت الى احداث عنف ادت الى مقتل خمسة اشخاص واصابة اكثر من 70 آخرين ، رافقتها شائعات باقتراب قوات متمردين من المدينة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت قرارا بتوقيف «علي كوشيب» وحاكم ولاية جنوب كردفان ،وزير الدولة للداخلية السابق احمد هارون، بعدما ما اتهمتها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، قبل ان تصدر قرارين مماثلين بحق الرئيس عمر البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم حسين. الى ذلك ينتظر ان يكون حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي دشن ليل امس حملته لجمع توقيعات رامية إلى إسقاط النظام الحاكم والمسماة «بمذكرة التحرير». وأكد عضو المكتب الإعلامي للحزب بولاية الخرطوم أيوب محمد عباس أن الصادق المهدي سيبدأ التوقيع على المذكرة موضحاً أن المذكرة عبارة عن وثيقة توقيعات مليونية لا تخص حزب الأمة وحده إنما كل السودانيين بكل توجهاتهم وألوانهم السياسية، مشيراً إلى أن التوقيع على المذكرة سيبدأ كمرحلة أولى في ولاية الخرطوم ومن ثم سينطلق إلى باقي ولايات السودان، على ضوء موقف الحزب الذي دعا فيه النظام للقبول بحل سياسي شامل أو سيمضي الحزب في طريق الاعتصامات والتوقيعات المليونية لإسقاطه. على صعيد آخر، توفي سوداني يعمل لحساب وكالة «وورلد فيجن» الدولية للإغاثة متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة قصف مقر منظمته بصاروخ «غراد» اثناء قتال جرى في كبرى مدن اقليم دارفور الأسبوع الماضي. وكان احد عمال وكالة «وورلد فيجن» قتل الخميس الماضي عندما اندلع القتال داخل مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.