لا شك في أن اقتراح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على نظيريه الروسي والجورجي في زيارته السريعة الى موسكو وتبليسي، حل أزمة القوقاز هو اقتراح من قبيل"جرب حظك فقد تصيب أو قد تخيب". وواجه هذا الاقتراح انتقادات داخلية وخارجية كثيرة طعنت في جديته وواقعيته. ورأى بعضهم أن الاقتراح محاولة تركية لاقتناص دور لها في القوقاز. وقد تلامس هذه المطاعن جانباً من الصواب، ولكنها لا تنتقص من أهمية الاقتراح التركي. فاقتراح تشكيل حلف قوقازي متعدد الأقطاب والقوى، ومن المتوقع أن يعرضه أردوغان على الرئيس الاذربيجاني، مهم وذكي. ونجاح هذا المشروع في بلوغ أهدافه هو رهن متابعة تنفيذه وتعقب نتائجه. ويبدو أن ترحيب الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، باقتراح أردوغان واعد. وحريّ بأردوغان إقناع الأطراف المعنية بالحلف القوقازي، مثل أرمينيا، بالانضمام اليه. وعلى تركيا ان تتجاوز خلافاتها مع أرمينيا. ولعل فرصة الصلح الارمييني - التركي سانحة الآن. فأرمينيا وجهت دعوة الى الرئيس التركي، عبدالله غل، لزيارة، اريفان، العاصمة الارمينية، وحضور مباراة كرة قدم في 6 أيلول سبتمبر بين ارمينياوتركيا، في تصفيات كأس العالم 2010. وإعلان ارمينيا أنها لن تطلب من زائريها الاتراك في الاسبوع الاول من ايلول تأشيرة دخول هو دليل على حسن النيات الارمنية. ويميل الرئيس عبدالله غل الى تلبية الدعوة. وهذه الزيارة قد تيسر نجاح الاقتراح التركي إنشاء حلف القوقاز، وقد تكون فرصة تطبيع العلاقات التركية ? الأرمينية. ويجب ألا تحول مشكلة إقليم قره باغ، وعلاقات تركيا الوطيدة بأذربيجان، من دون التقرب من أرمينيا ودول القوقاز. ولا شك في ان فكرة حلف القوقاز طموحة ومهمة وصعبة التحقيق. فهي تقترح إنشاء حلف في القوقاز متعدد القوى في سبيل إرساء استقرار أمني وتعاون اقتصادي وسياسي إقليمي. عن ياسمين شونغار،"طرف"التركية، 15/8/2008