تأججت المشاعر القومية العنيفة في جامو، واندلعت اضطرابات طائفية واحتجاجات عنيفة دامت أكثر من سبعة أسابيع، إثر إلغاء منح ضريح هندوسي مئة هكتار من الغابات. وهذا الإلغاء هو في مثابة تحريض لأبناء منطقة جامو على كشمير، وتحريض الجماعات العرقية في جامو على الجماعات الاخرى في كشمير، وتحريض الهندوس على المسلمين. واستغل حزب"بهاراتيا جاناتا سيس"الاحتجاجات، وفرض حصاراً اقتصادياً، وأغلق الطريق الرئيسية بين سريناغار وجامو، ما تسبب في معاناة إنسانية كبيرة. وتتهدد الاضطرابات المتزامنة وحدة جامو وكشمير. ففي أقل من شهرين، نجح حزب"بهاراتيا جاناتا"في التفرقة بين جامو وكشمير. وهذا ما تسعى إليه الأحزاب الجهادية الكشميرية في التعاون مع باكستان واستخباراتها العسكرية. وهي لم تفلح في زرع هذه الفرقة طوال عشرين عاماً من أعمال ما يسمى"حركة الحرية". وتعود الأزمة الحالية إلى قرار الحكومة المحلية إنشاء هيئة خاصة تتدخل تدخلاً سافراً في التنسيق بين المسلمين والهندوس، وفي طقوس الطرفين الدينية، ما أجج المشاعر وفاقم تدهور الأوضاع. وحصة حزب"بهاراتيا جاناتا"راجحة في التخطيط للاضطرابات وحوادث العنف. فقادة الحزب عادوا إلى الأسلوب القديم من العنف الطائفي والعرقي. ونفد صبر لال كريشنا عدواني، زعيم الحزب الهندوسي، في انتظار وصوله إلى رئاسة الوزراء. والدليل على ذلك توسله خطابات تدعو الى العنف الطائفي والحرب. وتسيل أنهار من الدماء أينما حل عدواني. فهو يسعى الى تحقيق مكاسب سياسية، ويتوسل ما تسنى له من قضايا لبلوغ مآربه. ففي الأمس القريب، رفع لواء قضية ضعف حاكم ولاية أوتار براديش في وجه الإرهاب، ثم قضية الاتفاق النووي الهندي - الباكستاني. ويدق عدواني، اليوم، طبول حرب المتطرفين الهندوس القوميين الذين يزعمون ملكية مئة هكتار من الأرض. وهو زعم يشبه القول إن الهندوس يملكون الأراضي كلها في الهند جراء تفوقهم العددي. ويسعى حزب"بهاراتيا جاناتا"الى تأجيج الاضطرابات في مقاطعة جامو على أمل كسب تأييد الأهالي، اثر خسارته 17 مؤيداً في البرلمان الهندي. ولكن الشارع الهندي سيدفع ثمن سياسات هذا الحزب، ما لم يصوت ضده، ويرجعه الى مقاعد البرلمان الخلفية. عن برافول بيدواي كاتب ومحلل صحافي هندي مستقل، "نيوز انترناشنل"الباكستانية، 17/8/2008