نيودلهي - رويترز، أ ف ب، أ ب - أكدت الحكومة الهندية أمس التزامها قرار المحكمة العليا بمنع الهندوس من اداء طقوس دينية في موقع متنازع عليه مع المسلمين في مدينة ايوديا شمال، ما أثار غضب زعماء الهندوس المتشددين من دون ان يشيروا الى ما اذا كانوا سيلغون خططهم لاقامة الطقوس المقررة اليوم أم سيرضخون لأمر المحكمة. وقال وزير الخارجية جاسوانت سينغ أمام مجلس الشيوخ رداً على مطالبة المعارضة بتوضيح الموقف الحكومي من قرار المحكمة ان الحكومة "واضحة تماماً في شأن عدم السماح بأداء اي صلاة رمزية او فعلية على الارض المتنازع عليها في ايوديا". وأمرت المحكمة الهندية العليا أمس بمنع المراسم الدينية الذي ينوي متطرفون هندوس اقامتها اليوم في ايوديا تمهيداً لاطلاق ورشة بناء معبد فوق انقاض مسجد يعود للقرن السادس عشر دمر قبل عشرة أعوام ما أدى الى اندلاع اضطرابات طائفية أودت بنحو ثلاثة آلاف قتيل. وقال القاضي ب. ن. كريبال في جلسة المحكمة التي استمرت نحو 90 دقيقة: "لن يسمح باقامة اي نشاط ديني سواء كان رمزياً ام فعلياً... على الارض التي تبلغ مساحتها 67 فداناً والتي هي حق للحكومة الهندية". وعارض قادة مسلمون اي نشاط بما في ذلك الصلاة الى ان تصدر احكام منفصلة تحدد ان كان موقع المسجد سيعطى للهندوس ام للمسلمين. واصبحت ايوديا مصدراً للتوترات بين الطائفتين لاكثر من عشر سنوات وكانت مصدراً لعنف ديني في غرب الهند اشتعل في 27 الشهر الماضي واسفر عن سقوط اكثر من 700 قتيل. ووجهت منظمة "فشوا هندو براشاد" الهندوسية المتطرفة انتقاداً شديداً الى قرار المحكمة. وقال برافيبها ثوغاديا سكرتير "المجلس الهندوسي العالمي" ان بناء المعبد حق اساسى للهندوس مؤكداً المضي قدماً في تنفيذ الخطة الرامية لبنائه. وأضاف: "انها المرة الاولى التي يمنع فيها الهندوس من حقهم في حرية العبادة منذ الاستقلال، وهو ما لم يقدم عليه المستعمرون البريطانيون". وأكد ان قرار المحكمة "يترك لنا سبيلاً واحداً وهو التوجه الى محكمة الشعب وتهيئة الرأي العام لبناء" المعبد. ومن جهتهم، رحب زعماء مسلمون هنود بالحكم. ووصف سيد احمد بخارى امام مسجد شاهي القرار بأنه "اول انتصار للعدالة"، معرباً عن امله في ان يتم حل القضايا المؤجلة حول مسجد بابري عبر المحكمة. لكنه اعرب عن اسفه للموقف الذي اتخذته الحكومة في المحكمة، وقال: "اتضح ان الحكومة المركزية لا تدار عبر التحالف الديموقراطي القومي، وانما يديرها المجلس الهندوسي العالمي". احتجاجات في كشمير من جهة اخرى استخدمت الشرطة الهندية قنابل مسيلة للدموع امس لتفريق تظاهرة لمسلمين في كشمير، احتجاجاً على ملاحظات اعتبرت مهينة ضد واحد من أهم المقامات الدينية الاسلامية في كشمير، وجّهها احد زعماء الهندوس فيناي كاتيار في مقال نشرته صحيفة محلية ما اثار موجة عارمة من الاحتجاج. وتجمع مئات الشبان المسلمين في سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير، ورددوا هتافات مناهضة للهند وحزب "بهاراتيا جاناتا" القومي المتطرف، ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة. كما اغلقت بعض المحال التجارية أبوابها تضامناً مع المتظاهرين.