اتهم متمردو دارفور أمس الجيش السوداني بتنفيذ حملة عسكرية واسعة النطاق للقضاء على قواعدهم في شمال الإقليم. وردت الخرطوم بتأكيد حق قواتها في الانتشار في أي منطقة. ودعا قائد القوة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور الأسرة الدولية إلى بذل مزيد من الضغوط على المتمردين ليتفاوضوا مع الحكومة. وهاجمت قوة كبيرة من الجيش تقدر بنحو 200 سيارة منطقة وادي عطرون قرب الحدود السودانية - الليبية. وسيطرت على مناطق كان يسيطر عليها متمردو"حركة تحرير السودان"برئاسة عبدالواحد محمد نور، و"حركة تحرير السودان - فصيل الوحدة". واعتبر المتمردون الخطوة"إعلان حرب". ويأتى الهجوم عقب زيارة وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين والمدير العام لجهاز المخابرات الفريق صلاح عبدالله إلى الإقليم الأسبوع الماضي. وقال وزير الدفاع إن"الجيش يملك الحق في الانتشار فى أي منطقة لأنه مسؤول عن البلد". وأعلن خطوات لإعادة ترتيب وتنظيم"قوات الدفاع الشعبي"التي تساند الجيش لمواجهة أي احتمالات،"خصوصاً أن البلاد مستهدفة". وشكك في تصريحات صحافية في وجهة طائرة البعثة المشتركة في دارفور"يوناميد"التي تعرضت لإطلاق نار قبل يومين قرب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، مشيراً إلى أن"أحد الإشكالات هو أن الطائرة خالفت تعليمات الجيش"، إذ طارت في اتجاه مختلف للمحدد لها في إذن الطيران. وأضاف:"هذه واحدة من مشكلاتنا معهم، وهم يجب أن ينسقوا معنا لنعطيهم الاتجاهات الصحيحة التي يمضون فيها". وشدد على التزام قواته بتوفير الحماية ل"يوناميد"، مشيراً إلى أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخفض جداً،"ما يدل على أن الاعتداء لم يأت من قوة كبيرة أو من جيش". ودعا قائد القوة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور الجنرال مارتن لوثر اغواي الأسرة الدولية إلى بذل مزيد من الضغوط على المتمردين كي يتفاوضوا مع الحكومة السودانية. وقال:"في وقت يعتبر التهجم على الحكومة السودانية امراً إيجابياً لناحية كسب الشعبية، فإن التحفظ لدى مسؤولي المتمردين المنقسمين على أنفسهم في دارفور للجلوس الى طاولة المفاوضات يتم غالبا بصمت". وأضاف للصحافيين في مقر الأممالمتحدة في نيويورك:"الرقصة تتطلب طرفين... ونحن غالباً ننسى. يومياً، يؤكدون المتمردون أنهم يقاتلون من أجل سكان دارفور الفقراء، لكن ما الذي قاموا به حتى الآن كي يظهروا أن من مصلحتهم الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟... لا أقول أبداً أن الحكومة لا مأخذ عليها. ولكن ما أقوله هو أنه لا يمكن أن نعتبر من في الطرف الآخر قديسين. لهذا أدعو إلى ممارسة ضغوط على الطرفين". واشار إلى وجود ثلاثين فصيلاً متمرداً في النزاع مقابل أربعة فصائل فقط عندما وقع اتفاق السلام من أجل دارفور في العام 2006. ودعا المتمردين إلى توحيد صفوفهم. وقال:"يتوجب عليهم في نهاية المطاف الجلوس إلى طاولة المفاوضات لأن من الواضح أنه لا يمكن لأي طرف أن ينتصر عسكرياً في دارفور... لكن في حال كان هناك 15 أو 20 فريقاً فقط في المفاوضات، فلن يخرجوا بنتيجة". إلى ذلك، أفادت"يوناميد"أن 129 مهندساً مصرياً وصلوا الفاشر كبرى مدن الإقليم، ليكتمل انتشار فريق من 335 مهندساً مصرياً. ومن المقرر أن تكون الكتيبة الإثيوبية هي التالية في الانتشار، ويتوقع وصولها الأسبوع المقبل. ومع انتشار مزيد من القوات والوحدات، يتوقع أن تتمكن البعثة من الوفاء بالتفويض الممنوح لها، والقيام بواجباتها. من جهة أخرى، قال الرئيس السوداني عمر البشير أمس إن الرد العملي على اتهامات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو له بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور، هو إقامة مزيد من مشروعات التنمية والخدمات. وأضاف لدى تدشينه أمس المرحلة الثانية من مشروع تعلية"خزان الروصيرص"في شرق البلاد أن"التآمر ضد السودان يستهدف وحدة البلاد وتعطيل مشروعات التنمية"، مؤكداً أنه سيتم افتتاح مشروع سد مروي في شمال البلاد خلال العام الحالي وستتبعه مشاريع أخرى في الجنوب. على صعيد آخر، وجه الأمين العام لحزب"المؤتمر الشعبي"المعارض الدكتور حسن الترابي انتقادات جديدة إلى المؤتمر السابع ل"الحركة الإسلامية السودانية"الذي عقد الأسبوع الماضي وانتهى بانتخاب نائبه السابق علي عثمان طه أميناً عاماً. واعتبره"نفاقاً وبناء مسجد ضرار". وتنبأ الترابي خلال لقاء أمس مع ثمانية من أعضاء حزبه أطلقت السلطات سراحهم عقب انتهاء فترة محكومياتهم في قضية التخطيط لمحاولة انقلابية في العام 2004، بعملية انتخابية غير مستقرة. وقال إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى العام المقبل ستقوم على كتل"مرقعة"من جنوب البلاد وشرقها وغربها، معتبراً أن نتائجها ستكون"شراً خاطفاً".