رأى مبعوثا الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم أن الأجواء غير ملائمة كثيراً لاستئناف محادثات السلام في شأن الإقليم المضطرب في غرب السودان، واعتبرا توتر العلاقات بين السودان وتشاد أكبر معوّق لمساعيهما، وطالبا بتسريع نشر قوة أممية - أفريقية مشتركة في المنطقة. وقال الياسون وسالم في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس في ختام جولة شملت دارفور وجنوب السودان استمرت اسبوعاً، أن الأجواء الحالية ليست الفضلى التي تتيح التقدم نحو السلام، وأكدا أن مساعي السلام تواجه مصاعب إذ أنها لا تزال عاجزة عن جمع كل الفصائل، إضافة إلى أن"حركة العدل والمساواة"، وهي أبرز حركات التمرد في دارفور، كثّفت عملياتها العسكرية. ودعا إلياسون الخرطوم إلى تقديم التسهيلات اللازمة لتسريع نشر القوة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور "يوناميد"، وقال إن من الضروري توحيد فصائل دارفور، موضحاً أن بعض الفصائل استغل الوقت منذ رفع جولة المحادثات التي عقدت في سرت الليبية في الخريف الماضي، لتوحيد نفسها. وقال إن عددها الآن صار خمسة فصائل فقط، مشيداً بجهود حكومة إقليم جنوب السودان في هذا الصدد. وأضاف إن الفصائل الخمسة هي"حركة العدل والمساواة"بزعامة الدكتور خليل ابراهيم، و"حركة تحرير السودان"برئاسة عبدالواحد محمد نور، و"حركة تحرير السودان - الوحدة"برئاسة عبدالله يحيى، و"الجبهة المتحدة للتحرير والتنمية"، و"حركة تحرير السودان"برئاسة أحمد عبدالشافع، لافتاً إلى أن فصيل نور أبدى استعداده للانضمام الى عملية السلام لكنه متخوف من الأوضاع الأمنية، ومجموعة الدكتور إبراهيم لا تزال عند موقفها و"لكن الوسطاء سيبذلون جهوداً معهما". أما سالم فقال إن الوضع الحالي يجعل من المستحيل التوصل إلى أي جدول زمني لاستئناف المحادثات، مبيناً أن الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي يسعيان إلى عقد مؤتمر لتوحيد فصائل دارفور خلال ستة أسابيع على غرار المؤتمر الذي عُقد في أروشا التنزانية في آب أغسطس الماضي، ورأى ان لا أمل في إقرار تسوية سلمية من دون توحيد المتمردين. إلى ذلك، يُنتظر أن يصل إلى الخرطوم في غضون يومين رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة جان ماري غوينهو لاجراء محادثات مع المسؤولين قبل التوجه إلى إديس أبابا للمشاركة في الاجتماع الفني المقرر في 27 الجاري. وسبق غوينهو إلى السودان أمس مساعدة الأمين العام لادارة الدعم الميداني في المنظمة الدولية جين لوت التي ستناقش مع قيادة"يوناميد"بعض المسائل الفنية الخاصة بالبعثة، وستلتقي مسؤولين في وزارة الخارجية والجهات ذات الصلة بالملف ضمن جولة لها في المنطقة تشمل السودان وتشاد والكونغو الديموقراطية وعدداً من الدول التي توجد فيها عمليات حفظ للسلام. وفي السياق ذاته، أعرب الناطق باسم القوة المشتركة في دارفور"يوناميد"نور الدين المازني عن أمله في أن تتسارع وتيرة المساهمة بقوات ووسائل النقل الجوي والبري للقوات. وأضاف ان القوة المشتركة لا تزال تأمل في الحصول على عدد أكبر من القوات. وقال المازني في تصريح أمس ان قائد القوة المشتركة الجنرال مارتن لوثر أغواي أكد خلال زيارته الى مصر أخيراً ان القوات المصرية ستبدأ في الوصول إلى الإقليم بداية الشهر المقبل، وينتظر وصول القوات الإثيوبية في الوقت ذاته. لكن قال ان أعداد القوات الإثيوبية والمصرية والقوات الموجودة حالياً في دارفور لا تكفي. وأضاف المازني ان هناك العديد من الآمال المعلّقة على القوة المشتركة، وعبّر عن أمله في أن تتمكن القوة من تحقيقها. وتابع:"نحن نريد أن نُحدث تغييراً في الميدان، ولذلك نحتاج إلى طائرات عمودية ومعدات نقل جوية وبرية، وهذه أمور أساسية في منطقة مترامية الأطراف كإقليم دارفور، وبالتالي فإن مزيداً من القوات ومعدات النقل الجوي والبري مهمة جداً". واتفقت الصينوبريطانيا في بكين أمس على ضرورة مشاركة أطراف النزاع في قضية دارفور في التفاوض للتوصل الى اتفاق سلام شامل ووقف للنار في الاقليم. واتفق رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون على وجوب مواصلة الدور الذي تلعبه"آلية التشاور"التي تشمل الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وحكومة السودان التي تعد القناة الرئيسية لحل قضية دارفور، ودعم القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، وتحقيق تقدم سياسي في دارفور. ودعا ون إلى جهود متضافرة من قبل المجتمع الدولي لتحسين الوضع الانساني والأمني في دارفور ودعم اعادة بناء الاقتصاد والتنمية في المنطقة. وذكر انه سيكون هناك اتصال وتواصل وثيق بين المبعوثين الخاصين للصين وبريطانيا لدفع التوصل إلى تسوية مناسبة في وقت مبكر، معرباً عن أمله في أن ينفذ طرفا السلام بين جنوب السودان وشماله اتفاقهما الشامل بطريقة عملية. وقال براون إن بريطانياوالصين بوصفهما عضوين دائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة، عليهما مسؤوليات مشتركة في شأن قضية دارفور ولديهما مصالح مشتركة في افريقيا تدفعهما إلى السعي لوقف النار ونشر قوات تحفظ السلام في دارفور. من جهة أخرى، أغلق المئات من المسرّحين من الجيش السوداني أمس الطرقات التي تؤدي إلى الخرطوم وتجمعوا أمام مقر القيادة العامة للجيش، مما أدى الى اختناقات مرورية حادة. وطوّقت الشرطة الأمنية موقع التجمع، ما أدى إلى توقف حركة السير أكثر من خمس ساعات. ويحتج المسرحون على تأخر صرف استحقاقاتهم المالية على رغم وعود متكررة بتوفيرها.