قالت فصائل متمردة في دارفور امس الاربعاء ان الجيش السوداني بدأ عملية واسعة النطاق للقضاء على قواعد المتمردين في أقصى شمال دارفور. شن الجيش الهجوم باستخدام أكثر من 200عربة في وادي عطرون بالقرب من الحدود السودانية الليبية يوم الثلاثاء وسيطر على مناطق كانت تخضع منذ سنوات لمتمردين يريدون مزيدا من الحكم الذاتي في الاقليم. وقال القائد سليمان مرجان لرويترز من دارفور "جاءوا بأكثر من 200عربة وقتلوا سبعة اشخاص." وهو من الفصيل الذي يقوده عبد الواحد محمد النور بالجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال السيد شريف من جيش تحرير السودان - فصيل الوحدة ان الجيش السوداني "هاجم مناطقنا في وادي عطرون بقوة ضخمة". وقال "اننا نعتبر هذا اعلانا جديدا بالحرب". وامتنع متحدث باسم الجيش عن التعقيب على الفور. وأكد مصدر بالجيش انه تجري عمليات لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مرجان ان الحكومة نقلت عمالا صينيين كانوا ينقبون عن النفط في المنطقة النائية. تأتي عملية شمال دارفور في اعقاب زيارة نادرة قام بها وزير الدفاع ورئيس المخابرات في الاسبوع الماضي. وفصيل الوحدة من اكبر فصائل المتمردين في دارفور ومن الفصائل القليلة التي قالت انها مستعدة للذهاب الى محادثات السلام. وعين وسيط مشترك من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وكان من المتوقع ان يتولى منصبه في اول اغسطس اب وان يكون مقره في دارفور. ويتلقى الوسيط جبريل باسولو وهو من بوركينا فاسو دروسا مكثفة في اللغة الانجليزية قبل ان ينتقل الى دارفور ويتولى مهام منصبه. وهو لا يتحدث العربية. وتبادل المتمردون وجنود القوات الحكومية الهجمات لكسب اراض قبل محادثات سلام دارفور السابقة. ويقول خبراء دوليون ان نحو 200الف شخص لقوا حتفهم وشرد 2.5مليون في دارفور منذ ان حمل متمردون السلاح ضد الحكومة قبل خمس سنوات. ويقدر السودان عدد القتلى بنحو عشرة آلاف. من جانب آخر، دعا قائد قوة حفظ السلام المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور الاسرة الدولية الى بذل المزيد من الضغوط على المتمردين كي يتفاوضوا مع الحكومة السودانية. وقال الجنرال مارتن لوثر اغواي "في الوقت الذي يعتبر فيه التهجم على الحكومة السودانية امرا ايجابيا لناحية كسب الشعبية، فان التحفظ لدى المسؤولين المتمردين المنقسمين على انفسهم في دارفور للجلوس الى طاولة المفاوضات يتم غالبا بصمت". واضاف الجنرال النيجيري للصحافيين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك "المطلوب اثنان لاداء رقصة التانغو". واوضح "غالبا ننساهم (المتمردون). يوميا، يؤكدون انهم يقاتلون من اجل سكان دارفور الفقراء ولكن ما الذي قاموا به حتى الان كي يظهروا ان من مصلحتهم الجلوس الى طاولة المفاوضات؟" وقال ايضا "لا اقول ابدا ان الحكومة (السودانية) لا مأخذ عليها. ولكن ما اقوله هو انه لا يمكن ان نعتبر ان الذين هم في الطرف الاخر بمثابة قديسين. لهذا ادعو لممارسة ضغوط على الطرفين". واشار الجنرال اغواي الى وجود ثلاثين فصيلا متمردا حاليا في النزاع مقابل اربعة فصائل فقط عندما وقع اتفاق السلام من اجل دارفور عام 2006.ودعا فصائل المتمردين الى توحيد صفوفهم. وقال "يتوجب عليهم في نهاية المطاف الجلوس الى طاولة المفاوضات لانه من الواضح انه لا يمكن لاي طرف ان ينتصر عسكريا في دارفور". واضاف "لكن في حال كان هناك 15و 20فريقا في مؤتمر للمفاوضات فهو لن يخرج بأية نتيجة".