الى روح محمود درويش لعيون زهر اللوز للعمر البنفسج للمسافات القصيرة عند أبواب الوداع هذا الرحيل الصمتُ والترحال غاباتُ المهاجر فارس من عصر أنكال الألم في عين ميلاد النُّجُم في موطن يَهَبُ الشموسَ الظل يستحيي الغيوم/ وإنه يسقي السنابلَ دمعَ زهرِ اللوز يا بحر النوارس يا رياضَ الشوقِ للقطف المحمّلِ بالزنابق والربيع الغضّ والباكي هو الزيتون والتفاح، والكرْمُ المدلّى بالعنب والطير في أوكارها ربضت تناظر تستعيد نواحَ مرثية العنادل والدموع الحمر تذرفها المآقي آه يا محمود كيف أتيت؟ كيف مضيت؟ كيف نفذت من تلك المخاطر؟ ربما بعد اعتذاري ربما تدري بأن القصد في جَرْحِ السحابة أن أراك اليوم ماطرْ من كل ماء الشعر أنت الخصب للأرض الأجادب يا سامقاً فوق الظنون على فتون الزيزفون وأنت في حَدَقِ العيون صددت واشينا الخؤون وما حسبتُ بأنني أبكيك أنغاماً من الشعر الحزين وما ظننتُ بأنني أرثيكَ من بعد الخطيئة بالأنين حتى رأيت الفقدَ يعتصرُ الجنانْ ويُنطِق الصدقُ اللسان صفي الخليُّ من الضغائن يعرف أنه الاحساس يضعَفُ للفراق المرّ في الانسان يشع من خلف اعتذاراتِ السماحةِ بالرضى والصفح كالأنوار تعلو فوق عالية الجبال على السفوح على التلال يا أنت يا غصناً تطاول عند قاصية المحال وأنت يا عمراً تأرّج من نَبالاتِ الخصال وأنت يا من أنت جرّدت القلم من بعد ما السيفُ انثلم يا أيها الرمز العلم يا من رسمت النور في مد الظُّلَمْ وكتبت أن النصر يولد من تضاعيف الجراح وأنك البطل الذي يبقى ولو كره العدم لتعود تشرق من تراب الموت أنداءً وشعراً ونغم وتكون بعد الفوز أنت زهر اللوز في صدر الزمن. 12 آب 2008