دفعت نتائج استطلاع للرأي لم تستبعد فوز وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز بزعامة حزب "كديما" الحاكم في الانتخابات الداخلية التي ستجري في 17 أيلول سبتمبر المقبل، وبالتالي إمكان تشكيله حكومة جديدة برئاسته، بالوزير إلى إطلاق جملة من التصريحات السياسية التي تبتغي استمالة أوساط الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة إلى حكومة واسعة برئاسته. وطالب موفاز رئيس الحكومة الحالية ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بعدم حسم أي من المسائل الجوهرية في المفاوضات الجارية مع السلطة الفلسطينية قبل الانتخابات داخل"كديما"، معتبراً الخوض في مسائل كهذه سابقاً لأوانه. وقال موفاز العسكري المتشدد الذي انضم إلى"ليكود"اليميني مع خلع بزته العسكرية عام 2002، قبل ان يلتحق بحزب"كديما"الذي شكله رئيس الحكومة السابق أرييل شارون، إنه"يحظر في هذا الوقت بالذات الذي يشهد تغييرات في رئاسة الحكومة التوصل إلى اتفاقات في القضايا الجوهرية في المفاوضات مع الفلسطينيين". وتابع في مقابلة مع صحيفة"هآرتس"أن"كل شيء سيتم تثبيته الآن سيكون إشكالياً جداً لأنه يجري قبل التغييرات في الحكومة، وأيضاً على خلفية انعدام الاستقرار في الجانب الفلسطيني". ورأت الصحيفة أن موفاز يريد عملياً بتصريحاته هذه"تطويق"اولمرت وليفني من اليمين بتحذيرهما بشكل غير مباشر من فرض حقائق على الأرض قبل انتخاب رئيس جديد ل"كديما". ووجه موفاز انتقادات لقطبي الحكومة على إدارتهما مفاوضات على مسارين مع الفلسطينيين، وقال إن"هذه المفاوضات تجري منذ اشهر من دون تحقيق نتائج". وتابع أنه كرئيس حكومة سيقود بنفسه المفاوضات مع الفلسطينيين"التي تدار الآن بشكل خاطئ... وسيكون ضلوعي فيها كبيرا جدا". واعتبر طرح قضية القدس وقضايا جوهرية أخرى على طاولة المفاوضات"ليس صحيحاً"، مستذكراً أن"كل من بحث في قضايا الحل الدائم في المفاوضات فشل". وأضاف أنه يقترح بدلاً من الخوض في مثل هذه القضايا الشائكة"البدء في إنشاء واقع اقتصادي وتنفيذ خطوات لبناء الثقة من خلال خلق سقف توقعات واقعي". كما انتقد التهدئة بين إسرائيل وحركة"حماس"في قطاع غزة، وقال:"أخطأنا في معالجة أمر حماس. وأخطأنا في مسألة التهدئة، ولم ينشأ ردع ولم نُعد الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع غلعاد شاليت". وأشارت"هآرتس"إلى أن أقوال موفاز هذه موجهة لاستمالة أحزاب اليمين التي يعتقد أنه قادر على ضمها لحكومة بديلة برئاسته، ولحركة"شاس"الدينية الشرقية أيضا التي عارضت شكل إجراء المفاوضات وهددت بالانسحاب من الحكومة في حال تم البحث في قضايا الصراع الجوهرية. وأضافت الصحيفة أن موفاز يعمل، حتى قبل انتخابه زعيما ل"كديما"، على بلورة ائتلاف حكومي بديل واسع ويجري اتصالات من وراء الكواليس مع حزب"شاس"، وهو مقتنع بأن رئيس حزب"ليكود"بنيامين نتانياهو ورئيس حزب"إسرائيل بيتنا"اليميني المتشدد أفيغدور ليبرمان لن يتمكنا من رفض الانضمام الى حكومة برئاسته. وتساءل موفاز:"أي سبب سيكون لدى نتانياهو يمنعه من الانضمام إلى حكومة برئاستي؟ فهو يعرف أفكاري ويعرف كيف سأدير المفاوضات". ويقدر موفاز أنه في حال انتخابه رئيسا لحزب"كديما"، فإنه سيشكل حكومة جديدة حتى تشرين الثاني نوفمبر ويعرضها على الكنيست لنيل الثقة مع افتتاح دورتها الشتوية، وأن هذه الحكومة ستكون مستقرة وتبقى حتى موعد الانتخابات العامة المقبلة أواخر العام 2010. وتابعت الصحيفة أن موفاز سيسعى في حملته الانتخابية على رئاسة"كديما"إلى إبراز خبرته السياسية والأمنية في مقابل قلة الخبرة في المجال الأمني لمنافسته الأبرز ليفني. وأضافت أن حملته ستقوم على شعار أنه"في القضايا الأمنية لا توجد فرصة ثانية للتصحيح"، وأنه"خلال العامين المقبلين سنضطر إلى اتخاذ قرارات مهمة في المواضيع الأمنية". على صلة، نقلت الصحيفة عن أوساط ليفني"قلقها"من وضعها الميداني، وعزته إلى عدم بذلها الجهد الكافي للقاءات ميدانية مع أعضاء"كديما"فيما نجح موفاز في حشد تأييد رؤساء السلطات المحلية من"كديما"له وفي تنسيب آلاف الأعضاء الجدد إلى الحزب للتصويت له في الانتخابات المقبلة. وكان مقررا ان يلقي رئيس الحكومة ايهود اولمرت مساء امس خطابا للامة يتوقع ان يعلن فيه موقفه من المشاركة في الانتخابات الداخلية في"كديما".