التأمت قمة مصرية - اردنية في شرم الشيخ امس جمعت بين الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وناقشت الاوضاع على الساحتين الفلسطينية واللبنانية. وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد عقب القمة بأن"مصر تواصل الاتصالات لاستضافة حوار وطني فلسطيني - فلسطيني موسع لا يستبعد أحداً". واضاف ان الزعيمين اعربا عن تطلعهما"لالتزام كل القوى السياسية في لبنان اتفاق الدوحة وسرعة تشكيل الحكومة بعد ان تم انتخاب الرئيس ميشال سليمان". راجع ص 4 في غضون ذلك، شهد الملف الفلسطيني تطوريْن بارزين امس، وقع الاول في القدس الغربية حيث نفذ مقدسي هجوماً بجرافة اسفر عن مقتل ثلاثة اسرائيليين و40 جريحاً وتبنته"كتائب احرار الجليل". اما الحادث الثاني، فكان معبر رفح الحدودي مع مصر مسرحاً له، حيث حاول عشرات العالقين اقتحام المعبر، فوقعت مناوشات مع قوات الامن المصري استخدمت خلالها الحجارة وخراطيم المياه، وانتهت الى اغلاق المعبر، في وقت دعت الحكومة المقالة المواطنين إلى"ضبط النفس والتقيد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية وإدارة معبر رفح". ولوحظ تضارب في تفسير"حماس"لأحداث أمس، ففيما عزاها قيادي كبير في الحركة إلى"سوء التنظيم والفوضى في إدارة حماس لمعبر رفح"، رأى قيادي آخر أن مصر تتحمل مسؤولية ما جرى"لأنها تفتح المعبر بشكل استثنائي ولأسماء تحددها هي من دون التشاور مع حماس". وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن أسماء عائلات 14 قياديا من حركة"فتح"أدرجت على القوائم المصرية وتم وضعها من خلال مسؤولين في رام الله، ونقلت عن"قيادي في حماس قوله: هل سنعمل نحن في غزة من أجل هؤلاء، وهل سيفتح المعبر من أجل تنفيذ تعليمات رام الله". وقال مسؤول آخر في"حماس"ل"الحياة":"نرفض إخراج الفلسطينيين الموجودين على القوائم لدى مصر. إما أن تخرج جميع الأسماء التي لدينا، او لا يخرج أحد على الاطلاق". في الوقت نفسه، أعادت السلطات الاسرائيلية امس فتح المعابر التجارية الثلاثة مع قطاع غزة صوفا، والمنطار وناحل عوز، كما سمحت بإدخال أول كمية من الاسمنت إلى القطاع منذ سيطرة"حماس"عليه. وفي تفاصيل هجوم القدس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أحصت ثلاثة قتلى و40 جريحا إسرائيلياً في ما وصفته ب"عملية الدهس التخريبية"التي نفذها مقدسي باستخدام جرافة كان يقودها بسرعة جنونية في شارع يافا في القدس الغربية حيث قلب سيارات واقفة وسحق بعضها ودهس من صادفه وقلب باصين للركاب. واضافت ان شرطيا من افراد وحدة الشرطة الخاصة هرع الى مكان الحادث وتمكن من قتله. وبحسب شريط بثته القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، أفرغ ضابط آخر صعد إلى الجرافة مشط بندقية"أم 16"في رأس الفلسطيني ليتأكد من موته. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية وإفادات شهود، فإن المهاجم هو عامل بناء في الثلاثين من العمر يدعى حسام دوايات، وهو مقدسي من سكان قرية صور باهر ويحمل بطاقة هوية زرقاء، ومن ذوي السوابق الجنائية. واعلنت"كتائب احرار الجليل"، وهي مجموعة فلسطينية غير معروفة، مسؤوليتها عن الهجوم في اتصال هاتفي اجراه مجهول مع وكالة"فرانس برس"في رام الله في الضفة الغربية، من دون ان يتسنى التأكد من صحة البيان، علما ان هذه المجموعة كانت اعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مدرسة تلمودية في 6 اذار مارس الماضي في القدسالمحتلة. ودان الهجوم كل من واشنطن ولندن وباريس بوصفه"مريعا"، وأجرى الرئيس جورج بوش اتصالا برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لتقديم العزاء. من جانبها، اعتبرت السلطة الهجوم محاولة لتقويض مفاوضات السلام، فيما وصفته حركتا"حماس"و"الجهاد الاسلامي"بأنه"نتيجة طبيعية للعدوان الاسرائيلي". ومن غير المعروف كيف ستكون انعكاسات هذا الهجوم على اتفاق التهدئة الذي توسطت فيه مصر بين اسرائيل وحركة"حماس"، علماً ان الاتفاق يشمل قطاع غزة فقط.