تحرك ملف اللبنانيين المفقودين والمعتقلين في السجون السورية مجدداً بضغط من أهاليهم. وفي ضوء المواقف المطالبة بفتح هذا الملف مع سورية، عرض وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار امس، مع"لجنة معالجة قضية اللبنانيين المفقودين والمعتقلين في السجون السورية"التي تضم القاضيين جوزف معماري وجورج رزق، نتائج أعمال اللجنة منذ إنشائها عام 2005 وحتى اجتماعها الأخير هذه السنة والمراحل التي مرت بها. ويأتي هذا الاجتماع غداة زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم قصر بعبدا ودعوته الاهالي الى الصبر اسابيع مثلما صبروا 30 سنة، وقبل ايام من تلبية رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوة نظيره السوري بشار الأسد لزيارة دمشق وعقد محادثات تتناول العلاقات اللبنانية ? السورية. وكان سليمان اثار موضوع الموقوفين في خطاب القسم وأكد سعيه شخصياً الى ايلاء الموضوع اهتمامه المباشر في جهوده واتصالاته من اجل إقفال الملف بعدما أقفل ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. ورأى رئيس"لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين"سوليد غازي عاد، في حديث الى موقع"ليبانون فايلز"ان اقتراح رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون تكليف وزير دولة لمتابعة قضية المعتقلين هو"تبن للمطلب الذي طرحته اللجنة منذ اسبوع والذي يقول بضرورة ان يكون هناك وزير دولة مكلف بقضية المعتقلين والمفقودين". وقال عاد ان"مدير مكتب الشكاوى في القصر الجمهوري العميد اسعد مكاري وعدنا بعدما سلمناه المذكرة الموقعة من 17 جمعية انه خلال 48 ساعة سيحدد موعداً لوفد من الجمعيات للقاء الرئيس سليمان على ان يتم البحث بعدها في مسألة لقاء الرئيس مع الأهالي". واعتبر عاد ان قول المعلم امس"من انتظر 30 سنة ينتظر أسابيع"هو"اعتراف للمرة الأولى من وزير خارجية سوري بأن هذه الممارسة عمرها 30 سنة التزامه بضعة اسابيع نعتبره التزاماً جدياً وسنتابع الموضوع من خلال هذا الالتزام". وأشار عاد الى ان"الاستغلال السياسي لقضية المفقودين موجود ونحن كمنظمة لا نستطيع ان نمنعه، لكن يجب ان تبقى الأمور في إطارها الصحيح لأن هذه القضية قضية انسانية والحل يجب ان يكون في إطار علمي ويتوافق مع المعايير الدولية". وأوضح ان ما حصل اول من امس خلال الاعتصام على طريق القصر الجمهوري من تدافع بين الجيش والأهالي كان"نتيجة سوء تفاهم بعدما ظن الجيش اننا بصدد اقفال الطريق بينما الهدف كان العكس وهذا ما سبب التوتر". واكد ان الاعتصام امام بيت الاممالمتحدة مستمر"لايجاد حلول"، مشيراً الى ان"الخطوات اللاحقة ستستكمل بحسب الظروف". من جهته، طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان،"السياسيين بعقد مصالحات ولقاءات تعيد اللحمة بين اللبنانيين وتلغي الصفحة السوداء والصفحات السيئة التي عاشها اللبنانيون ولا سيما ملف المفقودين في لبنان"، واقترح"تشكيل هيئة لمتابعة هذا الملف، فتحقق مع الذين اختطفوا المواطنين في بعض المناطق اللبنانية وتبت في أمر المفقودين وتحدد مصيرهم، وعلى القادة السياسيين الذين شاركوا في الحرب الأهلية ان يعودوا الى ضميرهم فيرشدوا الدولة الى المقابر التي دفنوا فيها الضحايا ويكشفوا عن مصير المفقودين". كما طالب قبلان بپ"تشكيل هيئة دولية للكشف عن مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، لأننا نخشى من قيام البعض بأعمال لا تحمد عقباها إزاء خطف الإمام الصدر ورفيقيه".