تتجه الخرطوم إلى تبني خطوات عملية لتحسين الأوضاع في دارفور، وتشكيل آلية قومية لتسريع تسوية أزمة الإقليم، وتحقيق العدالة فيه من أجل تهيئة الأجواء وفتح الباب أمام أصدقائها لتجميد اتهام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية. وسيزور البشير دارفور اليوم لتدشين حملة ترافقها قرارات في هذا الشأن. وطالب مجلس السلم والأمن التابع الى الاتحاد الأفريقي ليل الاثنين مجلس الأمن بتعليق الإجراءات التي شرع فيها أوكامبو، وتستهدف استصدار مذكرة التوقيف بحق البشير. لكن الناطقة باسم الأممالمتحدة ميشال مونتاس أعلنت أن المنظمة الدولية لا تستطيع التدخل في قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي يستهدف الرئيس السوداني. وقالت للصحافيين إن"موقف الأمين العام بالغ الوضوح"، مؤكدة استقلالية المحكمة الجنائية وأن الأمانة العامة للأمم المتحدة لا تستطيع التدخل في أي شيء يتصل بالمحكمة. غير أن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال إن الخرطوم ترفض تعليق اتهامات المحكمة الدولية وتطالب الجامعة العربية والاتحاد الافريقي بالتحرك لإلغائها كاملة لأنها"كيدية ولا أساس لها". وأضاف أن الخرطوم لا تقبل بتعليق اتهامات المحكمة الجنائية. ويتزامن ذلك مع تحرك ديبلوماسي سوداني حثيث لمحاصرة الأزمة، وزار مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين طهران، قبل أن ينتقل أمس إلى دمشق إذ استقبله الرئيس السوري بشار الأسد الذي جدد رفض بلاده طلب المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف بحق البشير باعتباره"ابتزازاً للسودان وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية"، بحسب بيان رئاسي صدر بعد رسالة تسلمها الأسد. وأكد الرئيس السوري أن بلاده وبصفتها رئيسة للقمة العربية ستقوم بكل ما يلزم من أجل الوقوف إلى جانب السودان في ضوء ما يتعرض له من"مخططات تستهدف أمنه واستقراره". وسيغادر غازي صلاح الدين دمشق إلى الكويت فى جولة تشمل أيضاً الأردن واليمن. كما طرحت بريطانيا على الخرطوم تشكيل فريق قانوني دولي للخروج من مأزق المحكمة الجنائية والتعاطي القانوني مع المحكمة، وسينقل وزير الخارجية السوداني دينق ألور نتائج جولة محادثاته فى باريسولندن أمام لجنة إدارة الأزمة برئاسة نائب الرئيس الفريق سلفاكير ميارديت فور وصوله إلى الخرطوم غداً الخميس. وقال سفير السودان لدى بريطانيا عمر صديق إن بريطانيا أبدت تفهماً للوضع خلال لقاء ضم وزير خارجيتها ديفيد ميليباند مع وزير الخارجية دينق ألور الذي يزور لندن حالياً وطرحت تشكيل فريق قانوني دولي لمواجهة قرار المحكمة الجنائية. واتفق الطرفان على بعض الترتيبات بعد تشاور دام أكثر من ساعة في اجتماع مغلق بين الوزيرين أمس رفض السفير الخوض في تفاصيله. وكان الور انتقل الى لندن من باريس التي أجرى فيها محداثات مماثلة مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير.