تسعى زكية، وحوالي 130 سيدة من بعقوبة، أنهين حديثاً دورة تدريبية للمتطوعات باسم "بنات العراق"، الى تأسيس فرق نسائية مسلحة على غرار"مجالس الصحوة"لمواجهة"انتحاريات القاعدة". ويعلق الرائد حازم العزاوي على ذلك فيقول إن الدورة التي دعمتها القوات الأميركية لتدريب النساء"استمرت أربعة أيام فقط، لا تكفي لتأهيل المتدربات للاضطلاع بالمسؤوليات. ولا يقتصر هذا الرأي على المسؤول العراقي فالقوات الاميركية فشلت حتى اليوم في تأسيس"مجالس صحوة"نسائية في انحاء العراق بسبب القيود الاجتماعية. وقال أحد المدربين الاميركيين ان"الدورة لم تمنح المتطوعات المعلومات والتدريبات المطلوبة لكننا ركزنا في هذه المرحلة على اتقان عمليات التفتيش". وقالت مصادر أمنية ل"الحياة"إن"القوات الاميركية وافقت على قبول 150 متطوعة في ناحية العبارة والقرى التابعة لتشكيل"بنات العراق"، والهدف إحباط العمليات الانتحارية التي تنفذها نساء من"القاعدة". وكشف المصدر أن"القوات المتعددة الجنسية تنوي تفعيل التشكيل النسائي ليشمل أقضية أخرى بمشاركة أكبر عدد من المتطوعات". لكن زكية وزميلاتها الخريجات ما زلن ينتظرن أن توزع المهمات عليهن وتقول:"لا نتوقع خلافات مع الرجال من الصحوات داخل نقاط التفتيش لأن معظمهم اما أزواجنا أو أقرباؤنا". وتساهم الحاجة المادية، الى رغبة نساء بعقوبة في حماية رجالها من هجمات غير تقليدية، في زيادة نسبة التطوع. ويقول محيي خليل، أحد زعماء العشائر، إن رجال"الصحوة شجعوا زوجاتهم وقريباتهم على التطوع بعد زيادة العمليات التي تنفذها انتحاريات"القاعدة"ليتمكّن من تجاوز نقاط التفتيش بسبب المحظورات الدينية والاجتماعية التي تمنع الرجال من التدقيق في تفتيش النساء". ويضيف ان"الصحوات العائلية فرضتها الضرورة الأمنية أكثر من الحاجة المادية"فإحساس العشائر والصحوات بخطورة القاعدة فرض تشكيل فريق بنات العراق". وكانت 16 امرأة نفّذن عمليات انتحارية في بعقوبة وحدها خلال الاشهر الثلاثة الماضية، فيما تشير المصادر الأمنية الى ان 3 انتحاريات يجري البحث عنهن منذ أسبوعين. وتسعى الحكومة العراقية الى تنفيذ عملية عسكرية جديدة في بعقوبة التي يعتقد أن تنظيم"القاعدة"ما زال متمركزاً في أحيائها وقراها.