برز معتنقو الديانات الروحية والفلسفية نجوماً في المؤتمر العالمي للحوار. كانوا محل أنظار الموجودين في قاعات فندق اوديتوريوم مدريد، وهم يرتدون الأزياء التقليدية الملونة ذات العلاقة بالطقس الديني، خلافاً لبعض المظاهر التي يؤكدون أن لها علاقة مباشرة بالتدين، كحلق الشعر وحمل الرايات ورمزية الألوان. ولا يجد الإعلاميون المتربصون لضيوف المؤتمر عند قاعة المحاضرات بداً من استضافة هذه الفئة من رجال الدين، بل يتسابقون على الانفراد بهم في أحاديث خاصة، منجذبين إلى الشكل الغرائبي أكثر من كونهم مهمين من عدمه. رجل الدين البوذي شينتا، جاء مشاركاً من تايوان في المؤتمر برفقة ثلاث سيدات حلقن شعر رؤوسهن تماماً. يجبرك المنظر على التوقف للتحدث معهن. هونتشي ونيون جونج والياوي، فتيات في متوسط العمر، يعملن في المعبد التمبل، ومن طقوس التعبد"كما يؤكدن"أن يحلق الشعر مرة واحدة كل أسبوع. وتكمن أهمية الحلاقة بالنسبة لهن في التواصل مع الجمال الروحي، وتجنب الجمال المزيف،"بحسب ما تقول هونتشي". هذه الأخيرة تتحدث الانكليزية بشكل جيد، وتقوم بترجمة الأحاديث إلى رئيسها السيد شينتا. وتضيف:"نساء المعبد يشعرن بالوصول إلى قمة الرغبة الروحية عندما يحلقن شعرهن". وحول المؤتمر العالمي للأديان، يقول السيد شينتا:"إن أهمية المؤتمر تكمن في التحرك نحو الأخلاق وحماية الناس وعودة المحبة بينهم". وبين أن البوذية كدين ومعتقد تتقاطع مع بقية الأديان، خصوصاً مع الإسلام في الدعوة إلى السلام. السيد شينتا ليست لديه أية مشاركة في المؤتمر، هو فقط مدعو لتمثيل معتقده. يقول:"نقدر دعوة الملك لنا بنفسه، ونؤمن بأن الأرض في كارثة وهذا إنذار عالمي، لأن الدين يساعد في حل المشكلات، فهو يعلم الناس الحب". أما الهندي آنا سوامي، فيلبس اللباس التقليدي الهندوسي، الجلباب والعمة، غير أن كل ما عليه من ملابس لونه برتقالي بما في ذلك حبر القلم الذي يحمله في جيبه. هو يمثل فرقة أريا الهندية، ويردد دائماً في كل لقاء جملة"لا اله إلا الله"، معتبراً هذه الجملة سمة جميع الأديان والمعتقدات. وعلى رغم انه لا ينتمي الى دين"بحسب زعمه"، إلا أنه مملوء بالإيمان الخالص لله. يقول:"أريا ليست ديناً، هي تجمع روحي من كل الديانات، نشأ قبل 135 عاماً، ويعتنقها نحو 10 ملايين إنسان في أنحاء العالم". وحول سر اللون البرتقالي يقول:"هذا اللون يعني النار، والنار دائماً ترتفع إلى الأعلى، ويبقى البشر في حاجة لها دائماً". وبين جموع المؤتمرين، يمر رجل الدين الهندوسي، شنكر آراجاريا، وهو الأكثر لفتاً للأنظار، بلباسه البرتقالي والجزء الأعلى العاري من جسده والراية التي يحملها في يده. هو زعيم طائفة"شانقرا"الهندوسية. يبدو صغير السن، لكنه أصبح زعيماً للطائفة بالوراثة بعد والده. وعن اللون الذي يرتديه يذكر أنه"باقوان"وهو رمز للرب. ويضيف"الباقوان"هو اللون المفضل عند الإله، وعندما يلبسه يسهل عليه التواصل مع الله. اللون يسهل التواصل مع الرب. أما الراية التي يحملها فهي رمز القوة والعقل، وهي تسمى"دند"ويجب أن تظل مرفوعة عالياً في يدي لتعطي مفعولها. يؤكد آراجاريا أن الهندوسية مثل الإسلام تعلم الناس الحب والإنسانية، وأن لديه علاقات جيدة مع مسلمين في الهند. وفي أثناء الحديث طلب أن ينهي الحوار، لأنه يريد أن يتعبد. سألته عن كيفية العبادة فقال:"اقرأ المانترات، وهي مثل الآيات القرآنية عندكم".