فريديريكا (الدنمارك) - أ ف ب - تعلو ضحكات الأطفال وهم يقفزون على سطح مسجد، فيما يلعب آخرون «الغميضة» بين كنيسة ومعبد في مدينة فريديريكا الدنماركية حيث يختبر هؤلاء الصغار المسلمون والمسيحيون والهندوس «التسامح». وهذه المساحة المخصصة للعب في مدينة فريديريكا التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة والتي تقع على مدخل شبه جزيرة يوتلند، شيدت خلال شهر آب (أغسطس) الحالي على الميناء البحري كمبادرة تجمع الأديان المختلفة. ففريديريكا هي المدينة الدنماركية الوحيدة التي تتمتع منذ القرن الثامن عشر بحرية ممارسة الشعائر الدينية، وتحولت إلى ملجأ للمنفيين. وهذا المشروع الذي يحمل اسم «جسر بين الأديان»، «انبثق من نقاشات بين مختلف المجتمعات، ليثبت أننا قادرون على القيام بأمور معاً متخطين اختلافاتنا وعقائدنا»، بحسب ما توضح كارينا داهلمان، وهي قسيس بروتيستانتية في فريديريكا. وتطل هذه الأبنية التي شيدت خصيصاً للمشروع على البحر. مسجد أخضر مع قبة ذهبية، وكنيسة من القرميد الأحمر والأبيض، ومعبد هندوسي متعدد الألوان. وطلى متطوعون من ديانات مختلفة هذه الأبنية التي راحت تجذب أعداداً كبيرة من الفضوليين. ويؤكد سيريف إيسيك، أحد مطلقي المشروع ورئيس الجمعية الثقافية التركية، «أننا طلبنا من كل الأديان الانضمام». أما توماس بانكي، رئيس بلدية فريديريكا، فهو فخور بهذا المشروع الذي يموله صندوق الاندماج في البلدية. وهو كان شاهداً على «ما قد يتسبب به الدين من انقسامات وحروب»، خلال سفره إلى الشرق الأوسط، بحسب ما يلفت. ويؤكد «لذا من الضروري أن يتعلم الأطفال أن الدين يستخدم ليس للاقتتال وإنما للحوار وللعب معاً مهما كانت معتقداتنا». ومساحة اللعب هذه بالنسبة إلى بانكي هي «تكريم لماضي فريديريكا التي شكلت ملجأ قبل 300 عام للملاحقين والمضطهدين أمثال البروتستانت الفرنسيين أو اليهود». واليوم ما زالت المدينة تؤوي ممثلين «لأكثر من 100 جنسية»، بحسب ما يشير رئيس البلدية الذي يأمل بأن «يشجع هذا المشروع على المنافسة ويساهم في جعل العالم مكاناً أكثر تسامحاً للأجيال المقبلة».