قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن منطقة الشرق الأوسط "الحساسة" هي من المناطق البالغة الأهمية والتعقيد في سياسة طهران الخارجية، مشيراً إلى أن تنمية العلاقات مع دول الخليج تتطلب نظرة واقعية وبعيدة المدى. وأضاف في كلمة ألقاها خلال استقباله رؤساء الممثليات الديبلوماسية الإيرانية في دول الخليج:"ما تشهده الظروف العالمية من حركة سريعة نحو التغيير وضرورة الاستعداد إلى مرحلة ما بعد زوال الإمبراطورية الأميركية". وأشار الى أنه لو كان لدى الجهاز الديبلوماسي وسفراء بلاده اعتقاداً"بسرعة زوال الهيمنة الأميركية على منطقة الشرق الأوسط، لكان نظموا عملهم وعلاقاتهم على أساس هذا الاعتقاد". ولفت إلى"أن منطقة الخليج كانت منذ الماضي البعيد منطقة للنفوذ الثقافي الإيراني، ومن الطبيعي أن تتسبب بعض التدخلات الأجنبية في المنطقة خلال حقبات مختلفة من التاريخ في مشكلات وشبهات". واعتبر أن تنمية العلاقات مع دول الخليج أمر مهم وضروري، قائلاً:"على السفراء ألا يسمحوا للضغوط والتهديدات الأميركية بأن تؤثر في عزم دول هذه المنطقة على إقامة علاقات وطيدة مع إيران، وذلك من خلال إقامة علاقات صداقة حميمة وواسعة مع تلك الدول". في باريس، قال الرئيس السوري بشار الاسد أمس، ان شن هجوم عسكري على ايران بسبب برنامجها النووي ستكون له عواقب خطرة على الولاياتالمتحدة وإسرائيل والعالم. وأضاف في مقابلة مع إذاعة فرانس انتير:"هذا سيكلف الولاياتالمتحدة والعالم غالياً"، مضيفاً أن مثل هذا الهجوم سيؤثر - ان حدث - في اسرائيل. وقال:"اسرائيل ستدفع ثمن هذه الحرب في شكل مباشر. هذا ما قالته ايران". جاء ذلك فيما قال الرئيس الافغاني حميد كارزاي ان بلاده تعارض استخدام أميركا اراضيها في شن هجوم محتمل على ايران. وقال لإذاعة"ليبرتي"عن التداعيات المحتملة لنشوب صراع بين ايران وأميركا:"نعي المخاطر". وأضاف:"يجب ألا تصبح أفغانستان ساحة صراع لخلافات أي دولة... أفغانستان لا تريد أن تستخدم أراضيها ضد أي دولة، وهي تريد أن تكون صديقة لإيران كدولة مجاورة تربطهما اللغة ذاتها والدين ذاته". واستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمس وكيل الخارجية الايراني علي رضا شيخ عطار، الذي حمل رسالة من الرئيس احمدي نجاد، تتعلق ب"العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين"وآخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، كما تضمنت دعوة لأمير الكويت لزيارة إيران. وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، ان اميركا ودولاً غربية أخرى تتعامل في شكل استفزازي مع ايران في ما يتعلق ببرنامجها النووي وأن على هذه الدول ان تحترم سيادة طهران. في الوقت ذاته، اعتبر نائب وزير الدفاع الايراني نصر الله عزتي، ان التجارب الصاروخية التي أجرتها ايران الاسبوع الماضي ستقوّي موقفها في الجهود الديبلوماسية لحسم المواجهة القائمة، في شأن برنامجها النووي المتنازع عليه. جاء ذلك قبل خمسة ايام من اجتماع كبير مفاوضي ايران النوويين سعيد جليلي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في جنيف في 19 تموز يوليو الجاري، لإجراء محادثات حول النزاع النووي المستمر منذ فترة طويلة. وأكدت الناطقة باسم سولانا، كريستينا غالاش، انه سيلتقي جليلي في 19 الجاري في جنيف. وقالت:"نعد اللقاء الذي سيحصل"صباح السبت"في مكان لم يحدد بعد". ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن عزتي، البريغادير جنرال المسؤول عن تنسيق عمليات النقل والإمداد في القوات المسلحة الايرانية، قوله:"المناورات ساعدت ايران على الذهاب الى المفاوضات ويدها مملوءة بالأوراق". وقال عزتي:"في السجال النووي، زعم الطرف الآخر ان على ايران ان تقبل اولاً تعليق التخصيب حتى تكون هناك امكانية للتفاوض". لكن أمام المقاومة الايرانية،"كان على الطرف الآخر في نهاية المطاف ان يرضخ لرغبة ايران". في غضون ذلك رويترز، قال محمد علي خطيبي محافظ ايران في منظمة اوبك ان صادرات النفط من كل منطقة الخليج ستكون في خطر اذا تعطلت صادرات إيران بسبب أي تهديد. ويأتي نحو 40 في المئة من شحنات النفط العالمية من الخليج عبر مضيق هرمز قبالة الساحل الجنوبيلإيران. وهددت طهران بفرض قيود على حركة الشحن هناك اذا تعرضت لهجوم، وحذرت الجيران الخليجيين من عمليات انتقامية اذا شاركوا في الهجوم. ووجهت صحيفة"جمهوري اسلامي"الرسمية المحافظة انتقاداً مباشراً وصريحاً لأحمدي نجاد. واعتبرت الصحيفة ان احمدي نجاد"تعدى حدود صلاحياته الدستورية والسياسية"عندما تحدث عن استعداد للحوار مع اميركا. وأعادت الصحيفة تذكير الرئيس بأن"اتخاذ القرار في ما يتعلق بالامور الاستراتيجية من صلاحيات المرشد الاعلى للنظام". اعتقالات على صعيد آخر، اعتقلت السلطات الايرانية اثنين من قادة الطلبة وأودعتهما سجن ايوين في طهران، في عملية قمع جديدة إثر إحياء ذكرى تظاهرات التاسع من تموز يوليو الطالبية العام 1999. وأفادت صحيفة"اعتماد"بأن محمد هاشمي وبهاريه هدايات اللذين اعتقلا الاحد، عضوان في اللجنة المركزية لمكتب التنسيق والوحدة في اكبر منظمة طالبية قريبة من الاصلاحيين. ولم تتبلغ عائلتاهما بأسباب اعتقالهما. وأفادت صحيفة كرغوزاران ان 18 طالباً ايرانياً على الاقل اعتقلوا في البلاد منذ التاسع من الجاري، وأن اعتقالات اخرى جرت في مدينة مشهد شمال شرق ومحافظات سيستان بلوشستان جنوب شرق وطهران.