اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان "عهد التخويف والاكراه قد ولى" مضيفا ان مجلس الامن الدولي الذي صادق على عقوبات ضد بلاده لبرنامجها النووي "اداة دكتاتورية". وهاجم الرئيس الايراني بعنف أمس الولاياتالمتحدة بعد تشديد مجلس الامن العقوبات على طهران واعتبر ان اسرائيل "الى زوال". وندد نجاد متحدثا خلال زيارة الى المعرض العالمي في شانغاي بقرار مجلس الامن الذي صدر الاربعاء بدعم الصين وروسيا وشدد العقوبات على ايران، معتبرا انه "ورقة لا قيمة لها". واتهم الرئيس الايراني القوى النووية العالمية "باحتكار" التكنولوجيا الذرية مشيرا الى ان العقوبات الجديدة "لن يكون لها اي مفعول". وفضل احمدي نجاد اطلاق مواقفه خلال زيارته الى الجناح الايراني خلال "يوم ايران" في المعرض العالمي في شانغهاي بدلا من اختيار قمة امنية اقليمية في اوزبكستان يحضرها الرئيسان الروسي والصيني. وتاتي زيارة احمدي نجاد الى المعرض في مرحلة حساسة من علاقات طهران مع حليفتها الصين، احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وحرص احمدي نجاد على عدم انتقاد الصين التي تعتبر ابرز حليف تجاري لايران. وقال للصحافيين ان "المشكلة الاساسية هي مع الادارة الاميركية وليس لدينا مشاكل مع الاخرين" معتبرا ان الولاياتالمتحدة تسعى "لابتلاع" الشرق الاوسط. مؤكداً إن القرار الأخير للأمم المتحدة بفرض عقوبات ضد بلاده يفتقر إلى الجدوى القانونية واصفا مجلس الأمن بأنه "أداة في أيدي الولاياتالمتحدة". وتحدث احمدي نجاد عن الأمل في بناء "عالم أفضل" وقال عبر مترجم لجمهور غالبيته من الصينيين والإيرانيين "إن الامتين العظيمتين ايران والصين صاحبتي اقدم الحضارات البشرية يمكنهما معا تحويل هذا الحلم الى حقيقة". ورغم ان الصين صوتت لصالح القرار الجديد الا ان أحمدي نجاد بدا غير عابيء على الرغم من انتقاداته غير المباشرة لدول "اهتزت قيمها واخلاقياتها" فيما بدا أنه اشارة صريحة إلى الغرب. وقال الرئيس الايراني "هناك بعض الدول مثل امريكا سلوكها غير عادل إلى حد بعيد." واضاف "الدول النووية لا تسمح للآخرين حتى باستخدام سلمي للطاقة النووية واتهموا الاخرين بأنهم لو ساروا في البرامج النووية المدنية فسيغريهم ذلك لانتاج قنابل نووية". وفي معرض انتقاده للرئيس الاميركي قال احمدي نجاد "اعتقد ان الرئيس اوباما ارتكب خطأ فادحا.. انه يعلم ان القرار لن يكون له مفعول". واضاف "سيدرك قريبا جدا انه لم يتخذ الخيار الصائب وانه عرقل الطريق امام اقامة علاقات ودية مع الشعب الايراني". وقرار مجلس الامن يوسع حظر الاسلحة ويمنع ايران من القيام بانشطة حساسة مثل الاستثمار في مناجم اليورانيوم. كما يسمح للدول بالقيام بعمليات تفتيش للسفن التي يشتبه في انها تنقل موادا محظورة لايران ويضيف 40 اسما الى لائحة الاشخاص والمجموعات الخاضعين لقيود في السفر وعقوبات مالية. وخص احمدي نجاد كالعادة اسرائيل باعنف هجوم كلامي. وقال "من الواضح ان الولاياتالمتحدة ليست ضد القنابل النووية لانه لديها نظام صهيوني يملك قنابل نووية في المنطقة". واضاف "انهم يحاولون انقاذ النظام الصهيوني لكن هذا النظام لن يستمر، مصيره الزوال". واسرائيل التي يعتبر الخبراء انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم انها لا تؤكد ولا تنفي ذلك، تعتبر ايران التهديد الرئيسي لها بعدما دعا احمدي نجاد عدة مرات الى شطب اسرائيل عن الخارطة. واعتبر احمدي نجاد ان بنية القوى العالمية تقوم على اساس استبعاد الدول الصغيرة. وقال "لقد قلنا على الدوام ان مجلس الامن الدولي هو اداة بيد الولاياتالمتحدة، انه غير ديموقراطي وهو اداة للديكتاتورية". واضاف "ان خمس قوى تملك حق النقض والقنابل النووية والاحتكار وهي تريد احتكار الطاقة النووية لنفسها". ويبدو ان روسيا تتجه لاتخاذ نهج اكثر تشددا مع ايران. واعلن مسؤولون الجمعة ان موسكو ستلتزم بدقة بقرار مجلس الامن الجديد.