لم يكن مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي السير أليكس فيرغسون يتوقع أن يسجل لاعب وسط فريقه البرتغالي كريستيانو رونالدو ثلاثين هدفاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، بل إنه أجاب على سؤال وجه له إبان زيارة فريقه إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في اعتزال مهاجم الهلال الدولي السابق سامي الجابر عن إمكان تحقيق ذلك قائلاً:"أنا أستبعد ذلك، ربما يفعل ويحقق هذا الرقم في مجموع المسابقات الإنكليزية، إلا أنني أعتقد أن ذلك صعب جداً في الدوري"، وحينما سئل عن رد فعله لو حدث ذلك، أجاب قائلاً:"بالتأكيد سيكون له تكريم خاص". رونالدو الذي ولد في الخامس من شباط فبراير 1985 ولعب لسبورتينغ لشبونة قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد في صفقة بلغت قيمتها 12.24 مليون جنيه استرليني، جاء بدلاً من النجم الشهير ديفيد بيكهام في الفريق الأكثر إنجاباً للاعبي الأجنحة، التي لا تمارس بكثرة إلا في الدوري الإنكليزي، خصوصاً في مانشستر يونايتد عن طريق رونالدو والويلزي رايان غيغز، وارتدى كريستيانو الرقم 7 الذي ارتداه أساطير المان يونايتد أمثال جوني بيري وجورج بيست والفرنسي إيريك كانتونا وأخيراً ديفيد بيكهام الذي تسلم منه رونالدو القميص الأشهر في تاريخ الشياطين الحمر بعد أن انتقل الأخير إلى العاصمة الإسبانية مدريد ليلعب لأكبر أنديتها ريال مدريد. ولم تكن بداية اللاعب الذي يعد الأغلى في الوقت الحاضر، بالشكل المرضي له، إذ أدى وجود مقر سكنه هو وأسرته في إحدى الجزر النائية في البرتغال إلى إيجاد نوع من الصعوبة لاكتشاف إمكاناته وصقلها في أحد الأندية الكبرى في بلاده، إلا أن موهبته الكبيرة جعلت اسمه يذيع في أرجاء البرتغال فتقدم له أولاً فريق مرتيمو بعرض رفضه والده لقلة المقابل المادي الذي لم يتجاوز 175 يورو فقط، ولكن الفتى الموهوب أجبر ناسيونال على تسجيله، بل وإشراكه مع فريق 15 عاماً وهو لم يتجاوز العاشرة بعد، وهو ما جعل الجماهير التي تعشق هذا الفريق تأتي من أنحاء الجزيرة لتشاهد الفتى الجديد في فريقها وتلقبه بپ"المعجزة"، إلا أن تألقه هذا انتقل من فريق الجزيرة الأكبر، إلى واحد من أبرز أندية البرتغال ألا وهو سبورتينغ لشبونة، الذي قايضه بأحد المدافعين في صفقة لم تتجاوز قيمتها الفعلية 18 ألف يورو فقط، ليكسب سبورتينغ توقيع أحد أعظم لاعبي البرتغال في العصر الحديث، وربما إذا استثنينا إيزيبيو فإن رونالدو قد يكون الأفضل في تاريخ البرتغال. ويأتي وجود رونالدو في الفريق"الأحمر"داعماً نفسياً للاعبين والجماهير على حد سواء، إذا ما أخذ في الاعتبار غياب عناصر الخبرة، والثقل الفني في الفريق، إذ يعد الفتى الذهبي للبرتغال وقائد المنتخب الوطني أمل بلاده بتحقيق الانتصار، والتأهل عن المجموعة التي تضم إلى جوار بلاده منتخبات التشيخ وتركيا والبلد المضيف سويسرا، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة في ظل وجود منتخبات جيدة إلى حد ما، إلا أن مدرب البرتغال البرازيلي لويس فيلبي سكولاري، أكد أن بإمكان فريقه الوصول إلى نهائي البطولة، عطفاً على إمكانات لاعبيه الفنية بقيادة رونالدو، وقال:"التوقعات التي تصاحب الفريق تبدو كبيرة مثلما كانت في"يورو 2004"، لكنني أثق تماماً بهذا الفريق، ولدينا الفرصة للتقدم مرتبة إلى الأمام، والفوز باللقب بعد أربع سنوات من الهزيمة في النهائي".