تأمل البرتغال من نجمها "كريستيانو رونالدو" أن يمنحها في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم جزءا من مستوياته الرائعة التي يقدمها مع ريال مدريد الإسباني لترتفع إلى مستوى المنافسة. وقد لا تكون البرتغال مرشحة لإحراز كأس العالم، لكنها ترى هذا الأمر في مصلحتها، ومن 5 مشاركات لها في النهائيات بلغت البرتغال نصف النهائي مرتين، وهي نسبة رائعة. ويبدو منتخب الدروع الخمسة جاهزا لبلوغ مراحل متقدمة، لكن وقوعه في مجموعة صعبة جدا إلى جانب ألمانيا وغانا والولايات المتحدة قد يعكر صفو مشاركته. وتأمل البرتغال تكرار إنجازات "أوزيبيو" المهاجم الموزمبيقي الأصل عام 1966، والراحل في يناير الماضي، عندما سجل 9 أهداف محرزا لقب هداف المسابقة ومساهما في احتلال فريقه المركز الثالث من مشاركتها الأولى، حيث أقصت البرازيل حاملة اللقب، وهي طبعا سترضى بتكرار نتيجة نسخة 2006 حيث حلت رابعة في ألمانيا. ولم يكن تأهل البرتغال وصيفة كأس أوروبا 2004، إلى نهائيات 2014 سهلا، فللمرة الثانية على التوالي اضطرت إلى خوض ملحق مؤهل. بعد البوسنة والهرسك في 2010، تخطت السويد 4-2 بمجموع المباراتين برباعية حملت إمضاء رونالدو. من أبرز نقاط قوة البرتغال، قائدها كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم لعامي 2008 و2014 صاحب المهارات الفردية والقدرة على التمرير والتسجيل من مختلف المسافات ومن الضربات الثابتة. ويعول المدرب "باولو بنتو" على المدافعين بيبي (ريال مدريد) وبرونو ألفيش (فنربخشة التركي)، ولاعبي الوسط الموهوب جواو موتينيو (موناكو الفرنسي) وميجيل فيلوسو (دينامو كييف الأوكراني) وجناح مانشستر يونايتد الإنجليزي ناني، لكنه لطالما افتقد إلى رأس الحربة الفتاك في ظل تواضع "هلدر بوستيجا" (لاتسيو الإيطالي) وهوجو ألميدا (بشيكتاش التركي). ويرى المدرب باولو بنتو (44 عاما) أن فريقه يصبح أقوى في كل يوم، وأنه يعمل اليوم بطريقة مختلفة عن التشكيلات السابقة، "هناك أمور مختلفة نقوم بها الآن على صعيد التحضير، التدريب والاستراتيجيات مقارنة مع 2010 و2011. كرة القدم تتطور دائما ويجب أن نكون جاهزين لذلك. تلعب البرتغال بهوية عملنا عليها ولكن بالطبع يحصل بعض التطوير". النجم رونالدو يصل كريستيانو رونالدو إلى مونديال البرازيل مدججا بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ولقب دوري أبطال أوروبا مع فريقه ريال مدريد الإسباني، لكن إصابته في نهاية الموسم تكاد توقف قلوب البرتغاليين. على حدود الثلاثين، سيكون لقائد البرتغال فرصة أخيرة ربما بإحراز لقب كبير مع بلاده، ونسيان الدموع التي ذرفها بعد نهائي كأس أوروبا 2004 في لشبونة أمام اليونان. بعد 5 سنوات على انتقاله من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 94 مليون يورو في صفقة قياسية آنذاك، أصبح رونالدو أحد أفضل لاعبين في العالم إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي. وولد رونالدو في 5 فبراير عام 1985 في جزيرة ماديرا، وبدأ اللعب مع فريق أندورينيا للهواة حيث كان والده يعمل، وذلك عام 1995 حين كان في ال18، ثم انتقل عام 1997 إلى سبورتينج لشبونة بنصيحة من والده الذي رفض انتقاله إلى بورتو وبوافيستا. وسرعان ما لفت الشاب الذي أطلق عليه والده اسم رونالدو تيمنا بالرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، أنظار مدرب مانشستر السير "أليكس فيرجوسون" الذي خاطر بالتعاقد معه عام 2003 بعدما أعجب بموهبته خلال مباراة جمعت "الشياطين الحمر" بسبورتينج لشبونة (1-3) خلال افتتاح ملعب "ستاديو جوزيه الفالادي". أصبح رونالدو أول برتغالي ينضم إلى مانشستر وذلك بعد موسم 2002-2003 مقابل 17 مليون يورو. أراد رونالدو الرقم 28 في مانشستر لأنه كان متخوفا من ارتداء القميص رقم 7 الذي تناوب عليه نجوم عظماء في تاريخ النادي مثل "جورج بست" و"براين روبسون" و"إريك كانتونا" و"ديفيد بيكهام"، لكن فيرجوسون منحه هذا الرقم، فارتقى إلى مستوى المسؤولية وقاد الفريق إلى الدوري المحلي 3 مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، وكأس رابطة الأندية مرتين، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة في 2008 إضافة إلى نهائي 2009، وكأس العالم للأندية مرة واحدة أيضا. انتقل رونالدو إلى ريال مدريد فحقق لقبه الثاني في دوري الأبطال وكرته الذهبية الثانية، ولقب هداف الدوري الإسباني مرة ثانية (31 هدفا) في الموسم المنصرم والثالث أوروبيا بالتساوي مع الأوروجوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنجليزي، لكنه تعملق في دوري الأبطال مسجلا 17 هدفا في نسخة واحدة وهو رقم قياسي لافت.