أكد الكرملين اهتمام موسكو بتعزيز علاقاتها مع ألمانيا، الشريك الأهم لروسيا في أوروبا. وعكست أول زيارة أوروبية للرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف إلى برلين أمس، تصميماً روسياً على إعادة العلاقات إلى المستوى الذي كانت عليه خلال فترة حكم المستشار السابق غيرهارد شرويدر. واعتبر ميدفيديف لدى لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ان اختيار ألمانيا لتكون أول محطة أوروبية يزورها منذ توليه الرئاسة، لم تكن مجرد صدفة، مشيراً إلى الأهمية الخاصة التي توليها بلاده لعلاقاتها مع ألمانيا التي تعد الشريك التجاري الأول لروسيا في اوروبا. وشهدت العلاقات الروسية - الألمانية تقارباً غير مسبوق في عهد شرويدر، لكن الطرفين سعيا إلى إعادة العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي الى مستواها السابق، وهذا ما عكسته زيارة مركل لموسكو قبل أسابيع وكانت أول زيارة لزعيم أجنبي إلى روسيا بعد التغيرات في هياكل السلطة في هذا البلد. وأجرى ميدفيديف خلال زيارته أمس محادثات معپممثلي البرلمان والأوساط الاجتماعية. وإضافة الى العلاقات الثنائية، سعت موسكو إلى التركيز على ملفات كوسوفو، والوضع في أفغانستان، والتهيئة لقمة"مجموعة الثماني"في اليابان، وعلاقات روسيا والاتحاد الأوروبي، وقضايا الأمن والاستقرار الاستراتيجي. كما تطرق الطرفان إلى ملفات الشرق الأوسط وخصوصاً الوضع على صعيد التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، والتطورات الجارية في لبنان بعد التوصل إلى اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس الدولة. على صعيد آخر، تحسنت العلاقات الروسية - البولندية جزئياً بعد فترة من الفتور والمواجهة غير المباشرة في المحافل الدولية. وأعلن ناطق بإسم الهيئة الإشتراعية البولندية، أن وارسو تتطلع إلى زيارة رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ الروسي سيرغي ميرونوف لإجراء حوار بنّاء وإيجابي يسهم في تطوير العلاقات وتجاوز الخلافات السابقة. ووجهت وارسو"رسالة إيجابية"إلى موسكو، اذ أعلنت الخارجية البولندية موافقتها على وجود مراقبين روس في القاعدة العسكرية التي تنوي واشنطن نشر درعها الصاروخية فيها. وكان هذا الملف شكل النقطة الخلافية الأبرز بين موسكووواشنطن، لأن الأخيرة وافقت على منح الروس ضمانات أمنية لتقليص مخاوفهم من مشروع الدرع الصاروخية، لكنها رفضت مطلباً روسياً أساسياً هو السماح بوجود دائم للمراقبين العسكريين الروس في المنشآت الأميركية على الأراضي البولندية. وعزت واشنطن موقفها الى أن هذه"مسألة سيادية، تتطلب موافقة بولندية". وفي أول تقدم جدي في هذا الاتجاه، أعلن الناطق بإسم الخارجية البولندية بيتر باشكوفسكي أن بلاده"لا اعتراضات لديها على وجود الروس في القاعدة العسكرية"، لكنه لفت إلى أن الحديث لا يدور عن وجود دائم ، بل عن حلول يمكن التوصل إليها، بينها احتمال الاتفاق على آليات للمراقبة الدائمة عبر شبكات مراقبة إلكترونية. على صعيد آخر، اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية والآسيوية ماثيو بريزا امس، ان ارسال تعزيزات روسية الى ابخازيا يعقّد تسوية النزاع حول هذه المنطقة الانفصالية الموالية للروس في جورجيا.