أعربت موسكو عن أملها في تحقيق «اختراق» يذيب الجليد في العلاقات الروسية – البولندية. ومهد الرئيس ديمتري مدفيديف لمحادثاته في وارسو بإزاحة عقبة «كاتين» المستعصية، وإعلان عزمه تعزيز التعاون في مجال الطاقة، فيما ينتظر أن تكون ملفات خلافية أساسية بينها الدرع الصاروخية على طاولة البحث خلال الزيارة. ووصل مدفيديف إلى بولندا في أول زيارة له منذ حادث الطائرة المأسوي الذي أودى بحياة الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي على الأراضي الروسية في نيسان (أبريل) الماضي. ويجري مدفيديف مع نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي ورئيس الحكومة البولندية دونالد توسك محادثات تتناول زيادة التعاون المشترك في مجال الطاقة، والأمن الأوروبي وينتظر أن تكون «قضية كاتين» التي طالما أفسدت العلاقات البولندية – الروسية بين الملفات الأساسية المطروحة للبحث. ومعلوم أن 20 ألف ضابط بولندي قتلوا في العام 1940 في منطقة كاتين غرب روسيا ودفنوا في مقابر جماعية. وتفيد الرواية السوفياتية أن الجيش الألماني يتحمل مسؤولية المجزرة، في حين كشفت وثائق اعلنت حديثاً أن السلطات السوفياتية أصدرت اوامر بإعدامهم. وكان مدفيديف مهد لزيارته بحسم موقف بلاده حيال هذا الملف عندما أعلن أن «من ارتكب مأساة كاتين معروف (...) إنه (الزعيم السوفياتي جوزيف) ستالين وأعوانه»، مشيراً إلى أن موسكو كشفت عن جانب كبير من الوثائق المتعلقة بهذه القضية، وفي حين أن «إزاحة» عقبة كاتين سيكون له تأثير كبير على تقريب هوة الخلاف بين البلدين، فإن خبراء أشاروا إلى ملفات أخرى مستعصية على رأسها مسألة نشر «الدرع» الصاروخية في شرق أوروبا. وكانت بولندا واحدة من البلدان الأولى التي أعلنت استعدادها لنشر المظومة الأميركية على اراضيها في حين اعتبر الروس ذلك توجهاً لتطويق روسيا عسكرياً. وقالت مصادر الكرملين إن مدفيديف يسعى إلى توضيح موقف بلاده الداعي الى التعاون في انشاء نظام أمني شامل في القارة الأوروبية بالتعاون بين موسكو وحلف شمال الأطلسي. وأعلن مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو ان موسكو تتوقع ان تكون نتائج هذه الزيارة «ايجابية جداً وقد تحقق قفزة نوعية في العلاقات الثنائية». وينتظر أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقات.