دفعت الولاياتالمتحدة 2.5 مليون دولار من أجل تدمير برج التبريد في مفاعل يونغبيون النووي في كوريا الشمالية. وأكد مسؤول أميركي فضّل عدم الكشف عن هويته قيمة المساهمة، في حين ذكرت كوريا الشمالية ان تدمير البرج الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً كلف 5 ملايين دولار. واعتبر محافظون في واشنطن ان المساهمة الأميركية مهمة جداً، وأعربوا عن شكهم تجاه إعلان بيونغيانغ الخميس الماضي عن نشاطاتها النووية، والذي نشرته الجمعة صحيفة"نيويورك تايمز". وحضّت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كوريا الشمالية أمس على التخلي عن أسلحتها النووية كلها. وقالت:"في المرحلة التالية, علينا التحرك باتجاه نزع الأسلحة"، في اشارة الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال المحادثات السداسية. وأكدت رايس ان الكشف الذي قدمته كوريا الشمالية الخميس الماضي الى الصين التي ترعى المحادثات السداسية, يشتمل على اشارة الى مخاوف أميركية في شأن برنامج لليورانيوم العالي التخصيب والانتشار النووي. وزادت:"لم نحصل على الاجابات التي نريدها". وقالت انه في نهاية عملية المحادثات السداسية"يجب ان يتم التخلي عن البرامج والاسلحة والمواد"النووية. وأدرجت بيونغيانغ في كشفها الذي جاء في إطار الاتفاق, منشآتها النووية وحجم مخزون البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لإنتاج قنابل نووية, الا انها لم تكشف عن أسلحتها. الجار الجنوبي على صعيد آخر، يرجّح أن يؤدي هذا التطور الى تقدّم في علاقات مثمرة محتملة مع كوريا الجنوبية بعد تشدد اعتمدته حكومة سيول. وقال تشون بونغ جيون خبير شؤون كوريا الشمالية في معهد الشؤون الخارجية والأمن القومي في سيول ان"العقبة الكبرى نحو إحراز تقدّم في العلاقات بين الجنوب والشمال كانت التأخر في حلّ المشكلة النووية". وحذّر محللون من أن الإفراط في التفاؤل سابق لأوانه. وكانت كوريا الجنوبية أحد اكبر المانحين لجارتها الشمالية، من خلال تزويدها بالأغذية الى جانب المشاريع التي تدر العملة الأجنبية على اقتصادها المتداعي. لكن تدفق المساعدات انخفض كثيراً حين تولى الرئيس لي ميونغ باك رئاسة الحكومة في شباط فبراير الماضي. وأعلن أن"سخاء سيول سيكون رهناً بخطوات بيونغيانغ لتفكيك برنامجها النووي والانفتاح على المجتمع الدولي". ووصف الطرف المعني باك بأنه"خائن للأمة". وقال ليم دونغ ون رئيس الاستخبارات السابق وزير شؤون الوحدة، الذي يعتبر أحد مهندسي سياسة الجنوب التي يطلق عليها"سياسة الشمس المشرقة"الخاصة بالارتباط:"ربما يكون لدى الشمال تصور خاطئ بأن الحكومة الجديدة في الجنوب تنتهج سياسة عدائية ضده". ولفت الى أن"الشمال يحتاج الى الجنوب، لديهم حاجات ملحّة اجتماعياً واقتصادياً". وأشار كيم تاي وو الخبير في شؤون الشمال الى أن التحسّن في العلاقات بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة يحتمل أن يكون سريعاً، ويرجّح أن يعقب الكشف النووي تحسن مماثل في العلاقات بين بيونغيانغ وسيول. وأضاف أن الشمال الذي فاقمت السيول في العام الماضي من نقص الغذاء المزمن الذي يعانيه في حاجة ماسة للمساعدة على المدى القصير. ويشير تشون الى أنه ربما تكون للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل فائدة سياسية جمة من ابلاغ شعبه بأن البلاد قادرة على اجبار واشنطن على التخلّي عن سياستها العدائية تجاهها، وأنه حصل على تنازلات من الجنوب. وأضاف:"المزايا المالية من أن تصبح بيونغيانغ صديقة للولايات المتحدة محدودة الى حد بعيد. لأن معظمها يأتي من الجنوب".