أعلن الكرملين أمس، أن الرئيسين الروسي ديمتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما يستعدان لإطلاق بيان مهم حول التعاون في مجال الأمن الإستراتيجي خلال قمتهما الأولى المقررة في لندن الأربعاء المقبل. وأوضح مسؤول روسي بارز أن مسألة تجديد معاهدة الحدّ من الأسلحة الإستراتيجية ستكون على رأس أولويات الرئيسين، إضافة إلى ملفات مهمة أخرى، بينها إيران وأفغانستان والأمن في أوروبا والأزمة المالية. وفي أول عرض لأجندة القمة المرتقبة، قال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو، أن ميدفيديف وأوباما سيبحثان في جملة ملفات حيوية خلال لقائهما الأول. ورغم توقعات بأن أجواء التعارف وعملية «جس النبض» بين الطرفين ستخيّم على اللقاء، الا أن بريخودكو المعروف بأنه مهندس السياسة الخارجية الروسية، اعتبر أن القمة ستشكل محطة انطلاق مهمة لإعادة العلاقات إلى مسار التعاون بعد سنوات من التوتر والتباينات الحادة حيال غالبية الملفات الدولية والإقليمية. وأشار بريخودكو إلى أن الرئيسين سيتعرفان على بعضهما بعضاً، ويجريان جردة شاملة لجدول الأعمال الروسي - الأميركي، في إطار السعي الى تطبيق مصطلح «إعادة التشغيل» في العلاقات الذي أطلقه أوباما. وبحسب بريخودكو، سيصدر الرئيسان في ختام القمة بيانين مهمين، يتعلق أحدهما بملف تجديد معاهدة الحدّ من الأسلحة الهجومية «ستارت - 1» الذي ينتهي مفعولها في نهاية السنة. ويتناول الملف الثاني مسائل العلاقة الثنائية. وأوضح أن «النصين أعدا في شكل جيد جداً، ومن المفروض أن يشكلا منطلقاً لرسم نهج لمواصلة العمل المشترك». وقال المسؤول الروسي ان موقف بلاده «ينطلق من أن قضايا الأمن تحتل المرتبة الأولى، وتشتمل ملف الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ومنظومة الدفاع المضاد للصواريخ وقضايا منع الانتشار. وسنسعى إلى الاتفاق على جدول أعمال يوفر فرصة للتوصل إلى صوغ اتفاق جديد بديل لمعاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية وإبرامها في قمة روسية - أميركية تعقد قبل نهاية السنة». ولفت بريخودكو الى أن الرئيس الروسي سيعرض على واشنطن مجدداً، خلال اللقاء مع نظيره الأميركي، مراقبة الأخطار الصاروخية المنطلقة من الجنوب في شكل مشترك، في إشارة إلى نية ميدفيديف إحياء المبادرة الروسية الهادفة إلى إنشاء نظام أمني جماعي يكون بديلاً عن الخطط الآحادية، ومنها خطة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا. وقال إن ميدفيديف «سيحاول توضيح القلق الروسي بسبب خطط نشر «الدرع» واعتبارها تهديداً لأمن روسيا استراتيجياً»، معتبراً أن مناقشة هذه القضية أخيراً في البرلمان التشيخي، أظهرت أن الموضوع لا يزال قيد الدرس، ولم يستنفد إمكان التوصل إلى حلول بديلة. وسبق لموسكو أن عرضت على واشنطن استخداماً مشتركاً لمحطة رادار روسية في غابالا (أذربيجان) وكذلك محطة رادار حديثة في أرمافير (إقليم كراسنودار الروسي)، كبديل عن نشر «الدرع» لمواجهة التهديدات الصاروخية التي تقول واشنطن إنها قد تنطلق من إيران. وقال المسؤول في الكرملين إن «فهماً مشتركاً للأمور ينشأ الآن بين الطرفين يوفر فرصة جديدة لبناء العلاقات الثنائية، ولا يجوز تفويتها. ونعول على أن يكون لقاء لندن نقلة مهمة على هذه الطريق». لكنه أعرب في الوقت ذاته عن ثقته بضرورة «عدم المبالغة في التفاؤل» لأن الملفات المعروضة للبحث شائكة، وأيضاً بسبب عمق التباين في المواقف حول مسائل عدة. وزاد أنه «لا توجد لدى موسكو أوهام بأنه سيتسنى تذليل الخلافات الراهنة بين روسيا والولايات المتحدة بسهولة».