أبصرت التنورة القصيرة، "ميني جوب"، النور عام 1965، على يد مصممة الأزياء الإنكليزية الأصل ماري كانْت، لتشكّل نقلة نوعية في عالم الموضة. الخطوط الجديدة التي دخلت عالم الموضة مع كانْت،"أُم الميني جوب"، كما أطلق عليها خبراء الموضة، أثارت تحفظات آنذاك. واتهِمت مصممتها بإثارة فضيحة اجتماعية، وبالتعدي على التقاليد، من خلال تصميم ملابس تتبنى للمرة الأولى تعرية ساقي المرأة إلى ما فوق الركبة. ثم أطلِقت ال"ميني جوب"في فرنسا على أيدي مدام كوريج وزوجها اندريه، بعد أن أصبحت هذه الموضة تتماشى والعقلية في تلك الحقبة، بينما ترفعت كوكو شانيل عن تبني هذه التنورة القصيرة، بوصفها شعبية وغير راقية ولائقة. رأت كانْت في ال"ميني جوب"لباساً مطلوباً لراحة المرأة. واعتبرت المصممة الإنكليزية آنذاك، أن كل ما تطلبه المرأة لباس يمكّنها من الركض بسهولة، ويجعلها تشعر بحرية الحركة والتنقل، وفي الوقت نفسه يساعدها على اظهار أنوثتها وطلّتها اللافتة. وشهدت موضة ال"ميني جوب"انحساراً، مقارنة بالنجاح الذي لاقاه التصميم في السبعينات. وعملت دور الأزياء جاهدة على إعادة التنورة القصيرة إلى سابق عهدها، على مرّ المواسم. وفي 2003، شُنّت حملة واسعة لإدخال التنورة القصيرة في عالم الموضة، حين طرحت كبريات دور الأزياء، تصاميم جديدة لل"ميني جوب"الشهيرة ضمن مجموعاتها المختلفة. إلاّ أن الزبونات بقين متحفظات، ولم يتهافتن على شرائها، وإن شهد سوق ال"ميني جوب"بعض الإقبال والحركة. ويرى خبراء الموضة أن هذا الأمر يعود إلى صعوبة تخلي المرأة عن"الجينز"الذي دخل خزانتها، في 1990، وساعدها على الإحساس بالراحة ومنحها حرية الحركة.