حين يواجه مدرب اسبانيا لويس أراغونيس ب"مجموعته المتجانسة" روسيا مجدداً في الدور نصف النهائي ل"يورو 2008"، سيستند الى ما أنجزه في المسيرة الطويلة، خصوصاً وقد أصبح أكثر المدربين فوزاً مع ال"سيليسيون". ففي سجله 37 إنتصاراً في 52 مباراة في مقابل 11 تعادلاًَ و4 هزائم، متقدماً على مواطنه خافيير كلمنتي 36 انتصاراً في 62 مباراة. أراغونيس أو"حكيم هورتاليزا"نسبة الى الحي الذي يقطنه في مدريد، إعتبر أن روسيا هي الأقوى بدنياً نظراً لعوامل عدة، ومنها أن الدوري المحلي"في عزه". لكن"علينا أن نمنعهم من التحرك براحة، ونسيان فوزنا عليهم 4 - 1 في الدور الأول". وكرر أراغونيس ما قاله عقب التأهل من التصفيات رافضاً التكهنات مجدداً، ومؤكداً ان"اللاعبين يعرفون ان أي نتيجة غير مقبولة ستنعكس سلباً علينا جميعاً". يدخل المنتخب الإسباني مباراته في نصف النهائي بميزة صاحب السجل النظيف من الهزائم منذ انطلاق البطولة. وهي تعزز دور أراغونيس وفلسفته التي"زرعها في عقول غالبية عناصره"، إذ لطالما لفت الى أن مشكلة المنتخب، ليست في غياب النجوم، بل في إفتقاد اللاعبين الروح القتالية والتركيز على الخطط"، وغامزاً من قناة كابتن ريال مدريد المهاجم المخضرم راوول غونزاليس الذي واستبعده عن التصفيات، ولم يرضخ أمام الضغوط التي طالبته باستعادته واستيعابه. إنطلق أراغونيس في"تحديه المنطقي"من مبدأ أن"هناك خطة معينة مرسومة ومعدّة للتطبيق، وعلي أن أجد اللاعبين المؤهلين لتنفيذها. لست من الذين يضعون خطة على قياس لاعب". وناشد الجميع عدم التطلّع الى"وزن"اللاعبين وإنجازاتهم بل الى العروض وترجمة المرجو منهم. ومنذ العام 1964 تاريخ إحرازها لقبها الأوروبي الوحيد، وإسبانيا تبحث عن مجد ضائع يهرب منها، على رغم ترشيحات عدة صبت في مصلحتها. وحالياً لا ينظر أراغونيس الى عقدة التاريخ، بل الى محصّلة ما زرع وأعدّ. ومنذ الخيبة أمام فرنسا في ربع نهائي مونديال 2006 1-3، حصّن المدرب العجوز 69 سنة مجموعته بمنشّط ذهني قوامه تركيز دائم يقود الى اللعب الجماعي، وضرورة إعطاء الجميع فرصهم متى حفظوا الدرس جيداً. وأمام إيطاليا في ربع نهائي"يورو 2008"تفوق الحارس الإسباني ايكر كاسياس على نظير جيانلويجي بوفون. ودفاعياً، فان ورقة أراغونيس المفضّلة هي الرباعي كارليس بويول وسيرخيو راموس وماركينا وكابديفيلا... وخط الوسط ذهبي بوجود فرانشيسكو فابريغاس وكزابي وخواكين واينييستا ودافيد سيلفا. وفي الهجوم متصدّر هدافي البطولة دافيد فيلا 4 أهداف"دائماً مستعد"، وكان أيضاً هداف المنتخب في التصفيات 7 أهداف، وفرناندو توريس ثاني هدافي الدوري الإنكليزي مع ليفربول جاهز لقول كلمته. ولائحة البدلاء غنية بالأسماء"الدسمة"، وفي مقدمها فرناندو مورينتس الراغب في استعادة دوره. حتى الآن، إتقن أراغونيس"الضرب"حيث يجب. والقصة المشوقة لن تُستكمل قبل حلقة أو حلقتين، يأمل"العجوز"أن يكون بطلهما.