"أتمنى أن يحرز دافيد فيا لقب الهداف"، بهذه العبارة ينفي مهاجم منتخب إسبانيا فرناندو توريس أي توتر محتمل في صفوف إسبانيا، التي أحرزت فوزاً كبيراً على روسيا 4-1، وهي تتحضر لمواجهة السويد في الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الرابعة اليوم. يعتبر توريس ركيزة أساسية لهجوم المنتخب الاسباني، ويصنفه المراقبون بين اخطر المهاجمين في العالم حالياً. تغيرت صورة توريس منذ انتقاله إلى ليفربول الانكليزي، فلم يعد طفل نادي اتلتيكو مدريد المدلل فقط، بل جوهرة كروية تبحث عن الألقاب مع احد أعرق الأندية في العالم. حتى لقب توريس تغيرت لغته بعد الصفقة الضخمة، التي أخرجت 40 مليون يورو من خزانة النادي الانكليزي، فتحول لقب"ال نينيو"إلى"كيد توريس"، أي الطفل توريس. لم يتأخر توريس 24 عاماً في فرض سطوته من موسمه الأول على المدافعين"الجزارين"في الدوري الانكليزي، فسجل 24 هدفاً ليصبح المهاجم الأكثر نجاحاً في أول موسم له في الپ"برميير ليغ". وبموازاة تفجر موهبة البرتغالي كريستيانو رونالدو، كان توريس من اكتشافات الموسم، على رغم انه لم يحرز أي لقب، فوصل مع الپ"ريدز"إلى نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، واحتل المركز الرابع في الدوري. وربما تعود أريحية توريس في ليفربول إلى الجالية الاسبانية الكبيرة، ابتداء من المدرب رافايل بينيتيز واللاعبين اريليو والونسو والحارس بيبي راينا. كان توريس الاسم"المفاجأة"في تشكيلة المدرب ايناكي سايز، التي خاضت كأس أوروبا 2004 في البرتغال، وخرجت من دورها الأول، غير أن الأحوال اختلفت بعد 4 سنوات، وأصبح صاحب الوجه الطفولي نقطة ارتكاز لپ"فوريا روخا". مر الهجوم الاسباني بمد وجزر في الآونة الأخيرة، ويعود السبب إلى استبعاد المدرب لويس اراغونيس لأسطورة ريال مدريد راوول غونزاليس، فأصبح مهاجم ليفربول العلامة الفارقة إلى جانب مهاجم فالنسيا دافيد فيا، الذي سرق الأنظار في مباراة روسيا الأولى، عندما سجل ثلاثية بفضل تموينات توريس، الذي قدم له الهدف الأول على طبق من فضة. تسربت أخبار عن توتر العلاقة بين توريس والمدرب اراغونيس، الذي اخرج المهاجم الفتاك في بداية الشوط الثاني من مباراة روسيا الأخيرة، فلم يصافحه توريس عند مغادرته الملعب، على رغم نفي الطرفين أو التقليل من أهمية هذا الحدث، إلا أن مسار توريس في البطولة القارية يمكن أن يتأثر، خصوصاً أن للمدرب اراغونيس اراء فولاذية، كان أبرزها استبعاد راؤول، على رغم انجازاته في الموسم الماضي مع ريال مدريد. لم ينسحب نجاح توريس الكبير مع الأندية على المنتخب الإسباني، فعجز عن التسجيل مع المنتخب الايبيري طوال الموسم الماضي، لكن اراغونيس حافظ على ثقته به، وهو يكن له معزة كبيرة، خصوصاً انه لاعب سابق في اتلتيكو مدريد. مواجهة اليونان هي الثانية للإسبان في النهائيات الحالية، وفيها سيحاولون خطف الفوز الثاني ليقتربوا من ربع النهائي، فهل سيكون فيا مجدداً الهداف القاتل أم سيستعيد توريس حاسته التهديفية؟