تخوض إسبانيا نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وهي مرشحة فوق العادة لإحراز اللقب المرموق بعد تتويجها عام 2008 بلقب كأس أوروبا حيث قدمت ملاحم كروية جميلة استحقت على إثرها اللقب القاري، لكن “الأرمادا” لا تزال تبحث عن لقبها الأول في المونديال. في الماضي كانت إسبانيا تلعب دور الحصان الأسود في البطولات الكبرى، فكانت تقدم تصفيات خارقة وتتأهل بجدارة، لكن عند استحقاق المسابقات لطالما كانت تتعثر وتعجز عن إحراز الألقاب، ومشاركاتها في كأس العالم تدل على ذلك إذ بلغت الدور نصف النهائي عام 1950 عندما حلت رابعة وربع النهائي أعوام 1934، 1982، 1986، 1994 و2006. لكن عام 2008، حلت إسبانيا هذه العقدة في النمسا وسويسرا عندما أحرزت لقبها القاري بعد فترة طويلة من الانتظار (الأول عام 1964)، وتلا ذلك عشرة انتصارات في تصفيات كأس العالم 2010 وسلسلة رائعة من 35 مباراة لم تتعرض فيها “لا فوريا روخا” لأي هزيمة معادلة رقم البرازيل القياسي، بينها 15 انتصارا متتاليا في الفترة بين (فبراير) 2007 و(يونيو) 2009. يقول المهاجم الفتاك فرناندو توريس الذي عرقلته الإصابات هذا الموسم مع فريقه ليفربول الإنكليزي: “لا نريد أن نحصل على لقب المرشحين فقط، بل علينا أن نحققه. في إسبانيا نعتقد دائما أننا مركز الثقل في العالم ونعتبر أنفسنا مرشحين”. تملك إسبانيا واحدة من أقوى التشكيلات في العالم التي لم تتغير كثيرا عن تلك التي أحرزت اللقب القاري منذ عامين، نواتها من ناديي برشلونة بطل الدوري وريال مدريد وصيفه. في حراسة المرمى، يعتبر ايكر كاسياس أحد أفضل الحراس في العالم، إذ تخطى حاجز المئة مباراة دولية وهو بعمر الثامنة والعشرين، لكن مستواه في المباريات الإعدادية لم يكن مثاليا، ما فتح الباب لإشراك خوسيه رينا حارس ليفربول وفيكتور فالديس حارس برشلونة. في الدفاع، يبرز جيرار بيكي وكارليس بويول من برشلونة وسيرخيو راموس وراوول ألبيول من ريال مدريد وكارلوس مارشينا من فالنسيا. خط الوسط هو القوة الضاربة للفريق، وقد يكون الأبرز في العالم، اذ يضم “العقل” شابي، والموهوب أندريس اينييستا زميله في برشلونة، وسيسك فابريغاس صانع استراتيجية ارسنال الانكليزي، وشابي ألونسو صاحب التمريرات المتقنة، ودافيد سيلفا جناح فالنسيا وخيسوس نافاس نجم أشبيلية الصاعد، هذا بالإضافة إلى وجهي برشلونة الشابين بدرو رودريغيز وسيرجيو بوسكيتس. هجوم الفريق الضارب يتألف من الثنائي توريس ودافيد فيا هداف كأس أوروبا 2008 المنتقل من فالنسيا إلى برشلونة بعد انتهاء الموسم المنصرم، في حين يلعب فرناندو ليورنتي مهاجم أتلتيك بلباو دور البديل. يقول المدرب فيتشنتي دل بوسكي الذي أشرف على ريال مدريد سابقا: “الكل في إسبانيا يعتبر أن عدم الفوز في كأس العالم هو بمثابة الفشل. أعتقد أن هذا الكلام لا معنى له ومتطرف، لكن في هذا الزمن يبدو أن التطرف هو السائد”. دل بوسكي الذي قاد ريال مدريد إلى لقبي الدوري (2001 و2003) ولقبين في دوري الأبطال (2000 و2002) تسلم الراية من لويس اراغونيس بعد كأس أوروبا 2008، ولم يعمل كثيرا على بناء تشكيلة جديدة نظرا لنجوميتها، لكن ما يؤرقه حاليا معاناة بعض لاعبيه من الإصابات في الموسم المنصرم خصوصا توريس واينييستا وفابريغاس. إسبانيا التي تصدرت ترتيب المنتخبات العالمية لأول مرة في تاريخها بعد إحراز لقبها القاري، وقعت في مجموعة بالغة السهولة إلى جانب سويسرا وتشيلي وهندوراس، لكن مشاكلها قد تنطلق باكرا من الدور الثاني حيث ستواجه وصيف مجموعة البرازيل والبرتغال بحال تصدرها ترتيب المجموعة الثامنة. يقول قائد الفريق ايكر كاسياس: “على الورق نحن مرشحون للتأهل، وأعتقد أنه يجب أن نتصدر مجموعتنا. قرعة الأدوار الإقصائية صعبة علينا، لكن إذا أردت بلوغ المباراة النهائية عليك الفوز على أقوى الفرق”.