وضعت التهدئة الهشة أساساً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس على المحك قبل أن تكمل أسبوعها الأول، بعدما نفذت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، أمس تهديداتها بالردّ على اغتيال اثنين من قادتها في مدينة نابلس في الضفة الغربية ليل الاثنين - الثلثاء، وإطلاقها صاروخين على بلدة سديروت الإسرائيلية المحاذية للقطاع، ما أسفر عن جرح إسرائيليين. ويُعتبر الاغتيال والردّ عليه أول تهديد جدي وخطير للتهدئة المتبادلة المتزامنة التي تمّ التوصل الى اتفاق في شأنها بين حركة"حماس"والفصائل الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بوساطة مصرية. وقالت"سرايا القدس"في بيان أرسلت نسخة منه إلى"الحياة"، إن إطلاق الصاروخين جاء"رداً أولياً على عملية اغتيال القائد في السرايا طارق أبو غالي وإياد خنفر في مدينة نابلس في الضفة الغربية". وأضافت أن إسرائيل تعتبر أبو غالي"المطلوب الأهم"في الضفة. ولفتت إلى أنه"نجا في السابق من محاولات اغتيال عدة، كانت أشهرها تلك التي وقعت قبل نحو عشرة أشهر على الطريق الواصلة بين جنين وقباطية شمال الضفة، حين أمطرت قوات الاحتلال سيارة كان يعتقد أنه يستقلها بالرصاص وأشيع خبر استشهاده، ثم تبين في وقت لاحق أنه نجا". وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن أحد الصاروخين سقط على منزل مهجور في بلدة سديروت، ما أسفر عن إصابة إسرائيليين اثتين بجروح. وقالت إنها تدرس"الرد المناسب". واعتبرت"حماس"أن اطلاق الصاروخين على"سديروت"جاء"رداً على استفزاز اسرائيلي"، لكنها جددت التزامها التهدئة. ورأى مراقبون ومحللون أن اسرائيل تهدف من وراء اغتيال أبو غالي ورفيقه إلى استدراج"الجهاد الإسلامي"وغيرها من الفصائل إلى ردود فعل، قد تشكل فرصة لها لتخريب التهدئة، فضلاً عن إحراج هذه الفصائل أمام الفلسطينيين. ونددت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"ب"الجريمة النكراء". واعتبرت"الشعبية"في بيان أن"استمرار مثل هذه الجرائم وغيرها من قبل العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه يدفعنا، كما يدفع غيرنا من قوى المقاومة الفلسطينية إلى مراجعة الموقف الذي أبلغناه للأخوة في حركة حماس بعدم إقدامنا على نقض التهدئة التي أبرموها، فالجبهة لن تقبل ولن تسمح للعدو الاستفراد بأهلنا في الضفة الفلسطينية المحتلة، كما لا يمكن أن نرسخ الانقسام بين أبناء الوطن الواحد في معركة الاستقلال الوطني التي يخوضها شعبنا كله ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي". وشددت"الديموقراطية"في بيان أرسلت نسخة منه الى"الحياة"على أن"المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار هذه التجاوزات والجرائم الإسرائيلية في حق شعبنا في الضفة وغزة". ودعت الطرف الراعي لاتفاق التهدئة إلى"لجم الخروق الإسرائيلية المتواصلة والعمل على امتداد التهدئة إلى الضفة الغربية، لأن ذلك هو الضمانة الوحيدة لاستمرارها".