سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باراك يعتبر "من المبكر جداً" الحديث عنها ... وغارات إسرائيلية على القطاع تقتل ستة بينهم قيادي في "جيش الإسلام" . تهدئة لستة شهور تبدأ غداً في غزة : وقف نار وفتح معبرين وإطلاق حوار
أثمرت الوساطة المصرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية اتفاقاً على تهدئة تبدأ غداً في قطاع غزة تستمر ستة شهور، تستضيف القاهرة خلالها حوارات"للم الشمل الفلسطيني"وتوسيع التهدئة لتشمل الضفة، إضافة إلى حسم مسائل عالقة مثل تشغيل معبر رفح وصفقة تبادل الأسرى. واستبقت إسرائيل التهدئة بشن ثلاث غارات على القطاع قتلت ستة، بينهم قيادي في"جيش الإسلام". راجع ص 6 غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اعتبر مساء أمس أنه"لا يزال من المبكر جداً"إعلان التهدئة في غزة. ونقلت وكالة"فرانس برس"قوله في خطاب:"إننا ندرس إمكان التوصل سريعاً إلى تهدئة. ولا يزال من المبكر جداً الحديث عن تهدئة، وعندما ستدخل حيز التطبيق، على افتراض أنها تدخل حيز التطبيق، فمن الصعب التكهن كم من الوقت ستستمر". وأضاف أن"الاختبار سيحصل على الأرض. والجيش الإسرائيلي على استعداد من جهته لمواجهة أي تطور". لكنه رأى أن"من الأهمية بمكان استطلاع إمكان التوصل إلى تهدئة قبل شن عملية عسكرية في قطاع غزة". واستبقت إسرائيل بدء التهدئة بتكثيف غاراتها على القطاع، فشنت طائراتها ثلاث غارات جوية أودت بحياة ستة فلسطينيين في أقل من ساعة، بينهم خمسة ناشطين من"جيش الإسلام"، أحدهم معتز دغمش القيادي في التنظيم العقائدي الصغير الذي ظهر للمرة الأولى في غزة قبل نحو عامين عندما شارك مع"حماس"و"لجان المقاومة الشعبية"في أسر الجندي الإسرائيلي المحتجز في القطاع غلعاد شاليت. وحددت القاهرة صباح غدٍ موعداً لسريان التهدئة، بعدما تلقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أمس موافقة الدولة العبرية خلال لقائه مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس غلعاد. وبموجب الاتفاق، تتوقف الأعمال العسكرية، على أن يُفتح معبران، ليس بينهما معبر رفح، خلال ثلاثة أيام. وتعهدت حركة"حماس"التزام الاتفاق، لكنها شددت على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري على أن"من حقنا أن نرد على أي اعتداءات من العدوان الإسرائيلي حتى بداية إطلاق التهدئة". وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"إن"حماس"أبلغت عدداً من الفصائل الفلسطينية تفاصيل اتفاق التهدئة وموعد سريانها، فضلاً عن ضرورة التزامها وعدم عرقلتها، خصوصاً أن بعض الفصائل تحفظ عن مبدأ التهدئة، كما أمرت كوادرها بعدم تنفيذ أي عمليات أو هجمات ضد أهداف إسرائيلية. وينص الاتفاق على وقف الهجمات والعمليات المتبادلة، وأن تعمل إسرائيل على إعادة فتح معبري المنطار"كارني"في شرق مدينة غزة و"صوفاه"في شمال شرقي مدينة رفح التجاريين بعد ثلاثة أيام من بدء سريان التهدئة، والسماح بإدخال البضائع والسلع الضرورية للقطاع، بما فيها الوقود، بعد أسبوع من بدء العمل بالاتفاق. وشددت القاهرة على ضرورة تثبيت التهدئة، مؤكدة أن الاتفاق لا يشمل فتح معبر رفح الحدودي مع القطاع، لكنها أبدت استعدادها لمناقشة القضية مع حركة"حماس"والرئاسة الفلسطينية. وأعلنت أنها ستطرح ملف تبادل الأسرى في اجتماعات تستضيفها خلال أسبوع، بهدف إنجاز صفقة إطلاق أسرى فلسطينيين مقابل شاليت. وقالت مصادر مصرية ل"الحياة"إن القاهرة تتوقع"تشغيل كل المعابر بعد ثلاثة أو أربعة أيام"، موضحة أنه"تمّ الاتفاق على إدخال كل السلع وتزويد قطاع غزة بكميات من الكهرباء والغاز والوقود". لكنها أشارت إلى أن"تشغيل معبر رفح يخضع لاتفاق بروتوكول المعابر الذي وقع في حزيران يونيو 2005... ورغم ذلك اتفقنا مع قياديي حماس على الحضور إلى مصر خلال الأسبوع المقبل لعقد جلسات للبحث في تشغيل معبر رفح. وهذه المسألة ستطرح مع الرئاسة الفلسطينية أيضاً، لأن تشغيل المعبر لا يتعلق بحركة حماس وحدها". واشارت إلى أن"الفترة المقبلة ستشهد حراكاً في قضية المصالحة"، لافتة إلى أن"نجاح التهدئة سيفسح المجال أمام حدوث انفراجة في الأزمة الفلسطينية الداخلية الراهنة، لأن أجواء التهدئة ستمهد الطريق أمام مصر لاتخاذ الخطوات المناسبة نحو المصالحة". وفي دمشق، علمت"الحياة"أن قياديين في المكتب السياسي ل"حماس"أبلغوا أمس قيادة حركة"الجهاد الإسلامي"بالتوصل إلى اتفاق التهدئة. وقال مسؤول في"الجهاد"إن الحركة"توافق على التهدئة وتحتفظ بحقها بالرد على أي عدوان في الضفة وغزة".