سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" عند الحدود السعودية - العراقية البالغة 912 كيلومتراً ترصد وسائل مراقبة المهربين واعتقالهم . مدير نقطة "جديدة عرعر": الحديث عن تسلل من السعودية وإليها مبالغ فيه
أوضح تقرير الربع الأخير من عام 1428ه 2007م الصادر عن المديرية العامة لحرس الحدود السعودي، أن دورياته أحكمت قبضتها على 120 مهرباً ومتسللاً على مناطق متاخمة للحدود مع العراق، كما صادرت 83 حبة مخدرة وزجاجتي خمر و17 قطعة ذخيرة متنوعة. وكشف التقرير عن ضبط مخالفات في نقاط حدودية مع دول الجوار، إضافة إلى حالات تجول في مناطق محظورة. ويستخدم حرس الحدود وسائل مراقبة وتتبع عالية التقنية تمكنه من اقتفاء العابرين من البلاد وإليها خلسة... وتُنصَب لذلك مصائد أمنية ذكية. وبتقادم الزمن تصبح عملية القبض على المتسللين أمراً في غاية السهولة، إذ يُمكّن رصيد التجارب رجال الأمن من التقاط الإشارات الطبيعية والآلية بسرعة أكبر، وهو ما يعلق عليه الرائد عايد الشمري، الذي رافق"الحياة"في جولتها الميدانية، بقوله:"هناك ضباط وأفراد تغلبوا على وسائل التمويه التي يستخدمها المتسللون وذلك باستماعهم إلى تجارب ونصائح زملائهم، الذين سبقوهم في المهنة". ويتم مسح الطريق الرملي خمس مرات كل يوم، خلال جولات دوريات الحدود، التي تجر في مؤخر سياراتها شبكاً حديدياً خفيفاً على طول الطريق، لتنظيف الفراش الرملي من أثر إطارات الدورية. ويفضل بعض رجال الأمن في دورية الحدود خلال المسح الرملي، الجلوس على مقدم السيارة، وهي تسير بسرعة 40 كيلومتراً في الساعة، لرصد الآثار قبل أن يتم محوها. وفي إطار حماية الحدود السعودية البرية مع دول الجوار من المتسللين أو تجار المخدّرات وتحصين الشريط الحدودي، أنشأت المديرية العامة لحرس الحدود ثلاثة سواتر رملية داخل الحرم الحدودي، لإعاقة دخول المتسللين أو تجار المخدرات المملكة بطريقة غير مشروعة، ويرتفع الساتر الرملي نحو أربعة أمتار، ويمتد على طول الشريط الحدودي للمملكة من الشرق إلى الغرب، ما يمنع دخول السيارات المهربة. ويرى مدير المنفذ في المديرية العامة لحرس الحدود المقدم نايف الدويس أن هناك صعوبة في تسلل سعوديين أو عراقيين من السعودية وإليها، ويضيف:"كل حديث عن هذا الأمر مبالغ فيه". يمتد الشريط الحدودي بين السعودية والعراق من منفذ"الرقعي"شرقاً حتى منطقة طريف غرباً، ويقدر طوله بنحو 912 كيلومتراً، ويعمل على حراسة الحدود في شمال المملكة أكثر من 4 آلاف ضابط وفرد، عبر أكثر من 45 مركزاً تشرف عليها ثلاثة قطاعات أمنية في ثلاث مناطق في المملكة، تنتمي كلها إلى المديرية العامة لحرس الحدود. وتتميز منطقة الحدود في معظمها بالكثبان الرملية الزاحفة، وقليل منها يقع في أودية ومناطق صخرية، وبواسطة الدوريات الأمنية أو الأبراج الثابتة المرتفعة أو الكاميرات الحرارية تتم ملاحظة الكائنات الحية داخل هذه المناطق الحدودية. وتوكل إلى كل مركز مهمة مراقبة جزء من الحدود يقدر بنحو 30 كيلومتراً، ويقع المركز في منتصف الموقع، ويقدر عدد العاملين فيه ب32 رجل أمن. "الحياة"قامت بجولة ميدانية على الحدود السعودية - العراقية في منفذ جديدة عرعر في الحدود الشمالية، وقفت خلالها على وجود سواتر رملية وأجهزة تقنية عالية، ودوريات تعمل على مدار الساعة، كاشفة أي تحرك على الشريط الحدودي. يقول مدير المنفذ في المديرية العامة لحرس الحدود المقدم نايف الدويس:"هناك صعوبة في تسلل سعوديين أو عراقيين من السعودية وإليها، وكل حديث عن هذا الأمر مبالغ فيه". منفذ جديدة عرعر يستقبل الحجاج العراقيين على الخط البري، وخصص طريق للحافلات القادمة من العراق بعد إنهاء الإجراءات في إدارة الجوازات والجمارك، ثم تنطلق الحافلات إلى الطريق الدولي وعبره الى مكةالمكرمة. ولفت المقدم الدويس إلى أن طول مركز جديدة عرعر على الشريط الحدودي 195 كيلومتراً، تحرسه سبعة مراكز في الميدان على الحدود السعودية - العراقية وهي: الدبوس، الفيضة، سويف، القرية، الأوبيض، أم الحشو، ومقر النعام. الحرم الحدودي وخصصت المديرية العام لحرس الحدود منطقة يقدر طولها ب10كيلومترات داخل الحدود السعودية، وفي محاذاة حدود المملكة مع العراق، خصصت هذه المنطقة للمراقبة وتعزيز نقاط حرس الحدود الأمنية داخل الأراضي السعودية، ويقوم رجال حرس الحدود بمراقبة دقيقة لحظة بلحظة داخل الكثبان الرملية والتحري في المنطقة المخصصة، تحسباً لأي طارئ، ولرصد آثار الأشخاص الذين يتسللون إلى المنطقة في حال وقوع هذا التسلل. التشديد الأمني في منطقة الحرم الحدودي يهدف الى منع تهريب المخدرات والأسلحة والمطلوبين أمنياً، ومنع تسرّب سعوديين من العراق وإليه. ويتنقل في هذه المنطقة فقط الأشخاص الذين يسمح لهم بالتجول في الحرم الحدودي، وهم موظفو حرس الحدود والإدارة العامة لمصلحة الجمارك والمديرية العامة للجوازات. وتطبق المديرية العامة لحرس الحدود الإجراءات النظامية على كل من يحاول التسلل، وهي تحقق مع المتسللين ثم تسلمهم إلى جهات الاختصاص بحسب اعترافاتهم في محضر التحقيق، وإن لم تثبت عليهم أية ملاحظة أساسية تطبق بحقهم عقوبة التوقيف والغرامة المالية. الكاميرا الحرارية السيارات التي يقودها رجال حرس الحدود وتحمل كاميرات حرارية تتمركز في مناطق مختلفة من غروب الشمس حتى شروقها من كل يوم، ويحوي المقعد الخلفي للسيارة جهاز الترصد كاميرا وشاشة ولاسلكي لإرسال البلاغات، وخلال عملية المراقبة تطفأ الأنوار الخارجية للسيارة، وتصعد الكاميرا الحرارية المتحركة في سقف السيارة ليتمكن المراقب من توجيه الكاميرا في الاتجاه الذي يرغب البحث فيه. وهناك سيارة أخرى الى جانب سيارة المراقبة، توضع فيها مستلزمات العاملين خلال عملهم، وتساعد في عملية المطاردة لدى الاشتباه بأحد ما، إذ يترتب على السيارة التي تحمل الكاميرا البقاء في مكانها وإرسال بلاغاتها عن تحركات المشتبه به إلى السيارة الأمنية التي تقوم بالمطاردة. وهناك كاميرا حرارية مثبتة في برج كل مركز حدودي، يرصد من خلالها رجال الأمن، المناطق البعيدة عن المركز داخل الحرم الحدودي، وتقدر بما بين 10 و15 كيلومتراً، كما يقوم بتوجيه العاملين في الميدان من خلال اللاسلكي، من غروب الشمس حتى شروقها من كل يوم. وتحتفظ الكاميرات بتسجيل فيديو لعمليات المراقبة في الموقع موضع الاشتباه، وفي إمكانها التقاط صور للعملية وتخزينها، وتتيح الشاشة التي يقدر حجمها ب15 بوصة، عملية المشاهدة للمراقب في المواقع التي يتنقل بينها على الحدود، وكأنها ملتقطة في وضح النهار. وأوضح ناصر الخالدي من موظفي مركز سويف في منفذ جديدة عرعر، أنه يراقب الحدود بالكاميرا الحرارية، ويستطيع التنقل بالكاميرا بسرعة فائقة من موقع إلى آخر بواسطة الموجة التلفزيونية، خلال فترة الليل، لمساندة زملائه في المراقبة الميدانية. ويضيف:"عملنا في مراقبة الكاميرا الحرارية سهّل وصول دوريات حرس الحدود إلى المواقع المشتبه بها بسهولة وسرعة، إذ يتم توجيه أقرب فرقة أمنية، ونكون على اتصال دائم مع الفرقة أو غيرها بالجهاز اللاسلكي". السياج الحديد لم يكن هناك أي أثر في المنطقة لبدء تنفيذ مشروع السياج الحديد الفاصل بين الحدود السعودية - العراقية، إذ لا يزال المشروع الكبير في عهدة الأوراق حتى يتم إرساؤه رسمياً لإحدى الشركتين اللتين تتنافسان على الظفر بصفقة تنفيذه عبر المناقصة التي طرحتها وزارة الداخلية السعودية وأقرت من خلالها شروطاً معينة لبناء السياج. ولم يحدد موظفو حرس الحدود موقع السياج، إلا أن مصادر مطلعة، أكدت لپ"الحياة"أن المشروع سينفذ خارج الحرم الحدودي الذي يقدر عرضه ب10 كيلومترات، في محاذاة الحدود السعودية - العراقية، لمنع الدخول عبر الحدود بطريقة غير شرعية. وأكدت المصادر، أن السياج يتكون من أسلاك شائكة وأجهزة رادارات واستشعار حديثة يصعب رؤيتها أو تحديد موقعها في السياج، مهمتها تحديد موقع المتسلل على مسافة 912 كيلومتراً، من خلال أجهزة متابعة في مواقع ثابتة في المراكز على الحدود أو في السيارات المتحركة. طرق دائرية وأنشأت المديرية العامة لحرس الحدود طرقاً دائرية معبدة موازية للحدود مع بعض دول الجوار، متجاوزة في ذلك العوائق التي تواجهها في عملية الإنشاء كالجبال والأودية وغيرها، وذلك لتسهيل تنقل الآليات الكبيرة بين المراكز أو الوصول إلى المواقع المحددة بسهولة. وأجمع ضباط وأفراد في مركز سويف على أن الطرق المعبدة قدمت تسهيلات كبيرة للعاملين، منها وصول السيارة إلى أي موقع بسرعة فائقة، وسلامة السيارة من الأعطال الناتجة من الكثبان الرملية الزاحفة، والمناطق الصخرية. ويقع الطريق الدائري المخصص لسيارات الدوريات الأمنية ل"حرس الحدود"، في محاذاة الساتر الرملي الثالث، وهو الأخير في حدود المملكة مع دول الجوار، ويرتبط بشبكة طرق مع المراكز الفرعية وموقع القيادة. المتسللون يتحايلون بپ"الأحذية الإسفنجية" وپ"البطانيات" أنشأت مراكز الحدود السعودية في شمال المملكة، ثلاثة طرق رملية، تمتد من الشرق إلى الغرب، في محاذاة كل ساتر رملي، عرضها ثلاثة أمتار، وتمتاز الطرق بأنها مفروشة بالرمل الخفيف، لرصد آثار أقدام المتسللين، الذين يحاولون اختراق الحدود، إذ يصعب على المتسللين القفز فوق الطريق. ويتم مسح الطريق الرملي خمس مرات كل يوم، خلال عمليات تجول دوريات الحدود، التي تجر في مؤخر سياراتها شبكاً حديدياً خفيفاً على طول الطريق، لتنظيف الفراش الرملي من أثر إطارات الدورية. ويفضل بعض رجال الأمن في دورية الحدود خلال عملية المسح الرملي، الجلوس على مقدم السيارة وهي تسير بسرعة 40 كيلومتراً في الساعة، لرصد الآثار قبل أن يتم محوها. ويستخدم المتسللون وسائل عدة لاجتياز الحرم الحدودي والتصدي لدوريات الحدود، وذلك بلبس الأحذية الإسفنجية الدائرية المكسوة بصوف الوبر من الخارج، حتى لا يبقى من آثارهم شيء، أو على الأقل حتى لا تتسنى للدوريات الأمنية معرفة ما إذا كانوا في طريقهم إلى داخل السعودية أم إلى خارجها. وأوضح الرائد عايد الشمري، الذي رافق"الحياة"خلال جولتها الميدانية، أن"هناك ضباطاً وأفراداً تغلبوا على وسائل التمويه، التي يستخدمها المتسللون، بلبس الأحذية الاسفنجية، أو استخدام"البطانية"بفرشها على الطريق الرملي، من أجل العبور من دون ترك مجال لرصد آثارهم، وذلك باستماعهم إلى تجارب ونصائح زملائهم، الذين سبقوهم في المهنة". وكشف الشمري أن"هناك مجموعة من الأبراج على طول الشريط الحدودي، تحاذي الطريق الرملي، ويبلغ ارتفاع الواحد منها 20 متراً، ليتمكن رجل الأمن المراقب من رصد ما يجري على الطريق، وإرسال بلاغات أمنية لزملائه من خلال اتصاله بهم باللاسلكي". 3 سواتر رملية تعطّل الدخول خلسة في إطار حماية الحدود السعودية البرية مع دول الجوار من المتسللين أو تجار المخدّرات، وتحصين الشريط الحدودي، أنشأت المديرية العامة لحرس الحدود ثلاثة سواتر رملية داخل الحرم الحدودي، لإعاقة تحركات المتسللين أو تجار المخدرات من محاولة دخول المملكة بطريقة غير مشروعة. ويمتاز الساتر الرملي بارتفاعه الذي يبلغ نحو أربعة أمتار، ويمتد على الشريط الحدودي للمملكة من الشرق إلى الغرب، ما يمنع دخول السيارات المهربة، ويكشف المتسللين خلال رصد أثر أقدامهم وهم يشرعون في محاولة التسلق على الساتر الواحد، من خلال الكاميرات الحرارية أو دوريات الحدود. ويبتعد الساتر الرملي الأمامي مسافة قدرت بنحو خمسة كيلومترات عن الساتر الوسطي، ويقع الأمامي في بداية الحرم الحدودي باتجاه الحدود السعودية - العراقية، فيما يقع الساتر الوسطي في منتصف الحرم الحدودي، ويقع الساتر الخلفي على الشريط الحدودي بين السعودية والعراق. ويستغل الساتر الوسطي للقبض على المتسللين، بالكشف عن آثارهم، خلال عبورهم أحد الساترين الأمامي أو الخلفي، فيتم إبلاغ دوريات الحدود، وعلى الفور تتم مراقبة المنطقة وملاحقة المتسللين، خصوصاً أن المسافة بين الساتر والآخر يستغرق عبورها خمس ساعات فأكثر.