في حين يُعد الشريط الحدودي بين السعودية والعراق ثاني أطول المناطق الحدودية مع دول الجوار بطول يتجاوز ال800 كيلومتر، فإنه يحظى باهتمام وأولوية، إذ كانت المرحلة الأولى من مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود بدأت بتدشين أمن حدود المنطقة الشمالية عام 1430ه، وذكر حينها أن الشريط الحدودي يضم ما يقارب 40 مركزاً لحرس الحدود بقوة بشرية تتجاوز 6000 ضابط وفرد. وأوضح عضو جمعية الجغرافيين السعوديين عيد عويش، أن الحدود الفاصلة بين السعودية والعراق يبلغ طولها 814 كيلومتراً، كثاني أطول حدود للسعودية مع الدول المجاورة، وهي ممتدة من منفذ الرقعي شرقاً إلى مدينة طريف غرباً، مشيراً إلى أن منفذ جديدة عرعر هو المنفذ الحدودي الوحيد الذي تم إغلاقه منذ حرب الخليج الثانية. وأضاف أن الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الحدودية والمتمثلة في الصحاري الشاسعة مع وجود التلال والهضاب الصخرية تستدعي استخدام أحدث التقنيات المتطورة في مجال المراقبة، إضافة إلى استخدام كاميرات المراقبة الليلية ونشر الأسلاك الشائكة، لمنع تسلل المطلوبين أمنياً وتهريب الأسلحة والمخدرات عن طريقها. وكان المتحدث الرسمي لقيادة حرس الحدود اللواء محمد بن سعد الغامدي ذكر في حديث له، أن مشروع أمن الحدود الشمالية الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين أخيراً يعد أكبر مشروع أمني في تاريخ حرس الحدود، بوصفه منظومة أمنية وتقنية متكاملة على امتداد 900 كيلومتر. وأكد أن المشروع يحوي 5 «سياجات» أمنية، وهذا الرقم يعتبر كبيراً في بلد جغرافي كبير ومترامي الأطراف، لافتاً إلى أنه يتضمن أنظمة مراقبة وسيطرة عالية التقنية ومعززة بعربات المراقبة والاستطلاع المتطورة. وأضاف أن المشروع يضم ستة قطاعات في كلٍ من حفر الباطن، والشعبة، ورفحاء، والعويقيلة، وعرعر وطريف، مبيناً أنه تتم حماية الحدود من خلال ساترين ترابيين وسياجين «كونسرتيناو برافو»، كما عززت الحدود بأبراج استشعار وكاميرات نهارية وليلية تعمل بالأشعة ما فوق البنفسجية، وترتبط هذه المنظومة الموزعة على جميع القطاعات بمراكز القيادة والسيطرة التي ترتبط بدورها بالمديرية العامة لحرس الحدود ومقر وزارة الداخلية عبر الألياف البصرية بطول يبلغ 1.450.000 كيلومتر.