أنهى العسكريون الاستراليون المنتشرون في العراق مهمتهم رسميا أمس وسيعودون الى بلادهم الشهر المقبل. وستغادر القوة المؤلفة من 550 رجلاً قاعدتها في جنوبالعراق وفقاً للالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء الجديد كيفن راد. وكان راد وعد خلال الحملة الانتخابية التي أوصلته الى السلطة في تشرين الثاني نوفمبر، بإعادة العسكريين الى البلاد قبل منتصف 2008. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاسترالية جويل فيتزغيبون:"هناك احتفال اليوم انتهى لتوّه جرى خلاله إنزال العلم الاسترالي ما يؤشر الى انتهاء العمليات القتالية رسمياً للقوات الاسترالية في العراق". واضاف"سيعودون خلال الشهر المقبل". وكان مسؤول محلي عراقي أعلن أمس مغادرة القوات الاسترالية العراق بعد مشاركتها في اجتياحه عام 2003 وتولي بعض المهام في محافظتي ذي قار والمثنى في جنوبالعراق. وقال عزيز كاظم علوان محافظ ذي قار، كبرى مدنها الناصرية 380 كلم جنوببغداد، إن"القوات الاسترالية التي كانت منتشرة في محافظي ذي قار والمثنى غادرت العراق". وكان وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث اعلن في وقت سابق ان الوحدة الاسترالية التي تضم 500 عسكري ينتشرون في جنوبالعراق سترحل في اطار مشاورات وثيقة مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا لضمان عملية انتقالية جيدة. واضاف ان"هذا لا يتم في يوم واحد. فنشر القوات يشكل عملية لوجيستية كبيرة والامر ذاته ينطبق على سحبهم ايضا". وتابع ان"كل التقارير تؤكد ان الوضع العسكري في العراق تحسن بشكل كبير منذ حوالي 12 شهرا". الا ان استراليا ستبقي وجودا في العراق يتمثل ب110 اشخاص مكلفين حماية سفارتها في بغداد. وقال ناطق عسكري بريطاني في البصرة ان الانسحاب من قاعدة تليل في الناصرية جار و"المجموعة القتالية الاسترالية تنسحب." واستراليا حليف قوي للولايات المتحدة وكانت واحدة من أولى الدول التي أرسلت جنوداً الى العراق. واضافة الى القوات القتالية نشرت أيضا طائرات وسفناً حربية في الخليج لحماية منصات النفط البحرية العراقية. ومنذ تسليم السيطرة الامنية لمحافظة ذي قار الى العراقيين كان الدور الرئيسي للمجموعة القتالية الاسترالية تدريب ودعم القوات العراقية. وقال المارشال الجوي أنغوس هوستون، رئيس هيئة الاركان الاسترالية في شباط فبراير، إن القوات ستترك طائرتي مراقبة بحريتين وسفينة حربية للمساعدة في حراسة المنصات النفطية وكذلك قوة أمنية صغيرة. واستراليا هي الأحدث بين عدة دول قررت خفض وجودها العسكري في العراق، فيما بدأت قوات الجيش والشرطة العراقية السيطرة تدريجاً على الامن مما يجعل القوات الاميركية أكثر سيطرة باعتبارها أكبر قوة أجنبية في العراق. وسلمت بريطانيا المسؤولية الأمنية عن محافظة البصرة للقوات العراقية العام الماضي وسحبت أربعة الاف جندي الى قاعدة جوية خارج البصرة. كما قلصت الدنمارك وجودها العسكري في حين أن بولندا التي كان لديها ما يصل الى 2500 جندي متمركزين تعهدت انهاء المشاركة العسكرية هناك بحلول تشرين الاول أكتوبر المقبل .