صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على اتفاق التهدئة التي يُفترض أن تبدأ صباح اليوم في قطاع غزة، وسط تشكيك في مدى صمودها ساد الأوساط السياسية والعسكرية أمس. وفي وقت حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أن التهدئة"هشة، وقد تكون قصيرة الأمد"، مؤكداً أن الجيش تلقى أوامر بالتحرك في حال فشلها، شددت الفصائل الفلسطينية على تمسكها بحق الرد على"أي حماقة إسرائيلية". راجع ص 5 وأوحت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أمس بأن الحكومة الأمنية المصغرة وافقت على التهدئة في قطاع غزة باعتبارها"أهون الشرور"وليس لقناعتها بجدواها، فيما اتفق كبار المعلقين في الشؤون العسكرية على اعتبار الاتفاق"انجازاً"عسكرياً وسياسياً لحركة"حماس"يمنحها شرعية عملت إسرائيل منذ عامين ونصف العام على نزعها عنها. وأعلن الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف أنه"في حال توقف القتال صباح اليوم، كما هو مخطط، فإن إسرائيل ستخفف الحصار عن قطاع غزة الأسبوع المقبل". وفي وقت لاحق، قال أولمرت إن الدولة العبرية"ليست لديها أوهام. هذه التهدئة هشة وقد تكون قصيرة الأمد. وحماس لم تتغير. وإذا استمر الإرهاب، سيكون على إسرائيل التحرك لإزالة هذا التهديد". وفي المقابل، قال رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنية وعدد من الفصائل الفلسطينية إن"المقاومة ستحتفظ بحق الرد"على أي خرق اسرائيلي للتهدئة. وشدد في كلمة أمام عدد من النواب في غزة أمس على أنه"في حال أقدم الاحتلال على أي حماقة، فإن من حق شعبنا أن يدافع عن نفسه، لكننا في حاجة إلى توافق وطني للتعامل مع هذه التفاهمات، برعاية مصر". واعتبرت حركة"حماس"أن"الكرة باتت في ملعب الاحتلال لناحية ترجمة اتفاق التهدئة على الأرض". وأشارت إلى أن"تطبيق الاتفاق فلسطينياً سيتم بالتوافق الوطني والرعاية المصرية، وأي ملاحظات أو إشكالات يمكن ان تبرز ستعالج عبر الحوار والمتابعة، وليس عبر أي وسائل أخرى". وأعلنت أمس حركة"الجهاد الإسلامي"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"تحفظها عن التهدئة، لكنها تعهدت أنها"لن تكون عقبة أمام تنفيذها، ولن تكون سبباً في إفشالها حرصاً منها على وحدة الموقف الفلسطيني وسعياً إلى فك الحصار". وقبل ساعات من بدء التهدئة، أطلقت أجنحة عسكرية فلسطينية صواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع رداً على اغتيال ستة ناشطين من"جيش الإسلام"، بينهم قياديان. ورد الجيش الإسرائيلي بغارة جوية أدت إلى جرح ناشطين اثنين. وكان اتفاق التهدئة اثار ترحيباً عربياً وأوروبياً وتحفظاً أميركياً. وتعهدت واشنطن إبقاء الضغوط على"حماس"حتى"تتخلى عن الإرهاب"، بعد ترحيب حذر بالاتفاق. وقال الناطق باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو إن"كل ما يؤدي إلى وقف مستوى العنف هو أمر جيد. ونأمل في أن يعني ذلك وقف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيليين أبرياء، وأن يؤدي إلى جو أفضل للمحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية... وعلى حماس أن تختار التحول الى حزب سياسي شرعي ونبذ الإرهاب، إذ لا يمكنها أن تواصل القيام بالاثنين معاً".