كثفت حركة "طالبان" هجماتها ضد الاميركيين والقوات الافغانية المتحالفة معهم خصوصاً جنوبافغانستان وشرقها. وابلغت مصادر قريبة من الحركة في مناطق غرب باكستان المحاذية للحدود مع افغانستان "الحياة" امس، ان آخر تلك الهجمات استهدف السيطرة على ولاية زابل جنوب شرقي افغانستان، من جانب عشرات من مقاتلي الحركة المسلحين تسليحاً جيداً والذين يعملون مباشرة بإمرة زعيم الحركة الملا محمد عمر. لكن القوات التابعة لحاكم زابل حميد الله طوخي تمكنت "بصعوبة وبعدما منيت بخسائر فادحة"، من صد الهجوم اثر معارك عنيفة استمرت اربع ساعات في بلدة دايشوبان شمال الولاية. وانسحب مقاتلو "طالبان" على الاثر في اتجاه ولاية اوروزجان المجاورة حيث مسقط رأس الملا عمر، حاملين معهم جثث ثلاثة من قتلاهم. واعرب طوخي عن اعتقاده ان "الملا عمر يتنقل من منطقة الى اخرى في هذا الجزء من افغانستان". راجع ص9 في غضون ذلك، ابلغ ناطق باسم وزارة الخارجية الافغانية وكالة "فرانس برس" ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد سيقوم بزيارة تستمر يوماً واحداً الى افغانستان الاحد المقبل، ويلتقي الرئيس حميد كارزاي ووزير الخارجية عبدالله عبدالله ووزيري الدفاع والمال. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الافغاني العائد من زيارة لإسلام آباد برفقة كارزاي، ان "معلومات موثوقة" تؤكد وجود مسؤولين كبار في حركة "طالبان" في باكستان، وكرر مطالبة حكومته بتسليمها هؤلاء. وافادت مصادر باكستانية مطلعة في منطقة الحدود مع افغانستان ان "طالبان" تخطط لتكثيف هجماتها على القوات الافغانية المتحالفة مع الاميركيين، انطلاقاً من مناطق داخل افغانستان، وذلك رداً على طلب الرئيس الأفغاني من باكستان تسليمه قادة في الحركة اكد انهم موجودون على الحدود بين البلدين. وفي مقدم هؤلاء محمد اختر عثماني وداد الله خان المعروفين بصلتهما الوثيقة بالملا عمر. وفي المقابل، علمت "الحياة" أن المسؤولين الباكستانيين عبروا لكارزاي عن استيائهم من تنامي التعاون الهندي - الأفغاني، خصوصاً فتح قنصليتين هنديتين في قندهار وجلال آباد القريبتين من الحدود الباكستانية، على رغم عدم وجود جالية هندية في هاتين المدينتين، ما أثار مخاوف إسلام آباد من استخدام القنصليتين لغرض التجسس على اراضيها. وكان زلماي خليل زاده مبعوث الرئيس الأميركي إلى كل من أفغانستان والعراق التقى خلال زيارته إسلام آباد قبل أيام، مسؤولين في الأجهزة الأمنية الباكستانية وبحث معهم في اتخاذ "إجراءات قوية" ضد مقاتلي "طالبان" المتسللين عبر الحدود إلى الشرق الأفغاني. الى ذلك، ابلغ قادمون من شرق افغانستان "الحياة" في إسلام آباد امس، أن قوات إيطالية بدأت تحل محل القوات الأميركية التي انسحبت من بعض مواقعها هناك، فيما دار حديث عن إمكان نشر قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي في مناطق افغانية لخفيف العبء عن القوات الأميركية في ملاحقة مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" والحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار.