اعتبرت المفوضية الأوروبية أمس، أن التضخم في منطقة اليورو "يشكل مصدر القلق الرئيس لها على الصعيد الاقتصادي، بعدما سجل نمو الأسعار مستوى قياسياً بلغ 3.7 في المئة سنوياً في أيار مايو الماضي". وأكدت الناطقة باسم المفوضية إميليا توريس، في لقاء صحافي أنه"ليس رقماً جيداًً، إذ رأت أن"التضخم هو مصدر قلقنا الرئيس على الصعيد الاقتصادي". وشددت المفوضية على ضرورة أن"تتوخى الدول الأعضاء في منطقة اليورو، وعددها 15، الحذر الشديد لتجنّب السقوط في دوامة ارتفاع الأجور والأسعار". وأعلنت أن"من المبكر ترجيح ما اذا كانت ستعدل توقعاتها للتضخم من 3.2 في المئة للعام الحالي". وأفادت بيانات مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي، أن"ارتفاع أسعار الغذاء والوقود دفع التضخم في منطقة اليورو الى مستوى قياسي بلغ 3.7 في المئة في أيار، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي". فيما يُرجح أن يعزز التكهنات بأن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في الثالث من تموز يوليو المقبل. وعدّل المكتب رفعاً تقديرات سابقة لمعدل التضخم في أيار، توقع بلوغه 3.6 في المئة بعد زيادة أعلى من المتوقع في الأسعار في عدد من بلدان منطقة اليورو، بما في ذلك في أكبر اقتصادين في المنطقة، ألمانياوفرنسا. وأشار إلى أن"الأسعار ازدادت 0.6 في المئة في أيار على أساس شهري، لتصل الزيادة السنوية الى 3.7 في المئة، وهي أعلى زيادة سنوية منذ بدء قياس معدل التضخم في المنطقة في 1997. وجاء ذلك مقارنة ب3.3 في المئة في نيسان إبريل الماضي، و3.6 في المئة في آذار مارس على أساس سنوي. وكان خبراء توقعوا نمو أسعار المواد الاستهلاكية في التقديرات الأولية لمكتب الإحصاءات، على رغم أن كثراً رجحوا احتمال تعديلها رفعاً، بعد إعلان الأرقام الخاصة بمعدلات التضخم الوطنية الأسبوع الماضي. وارتفعت أسعار الغذاء والمشروبات الكحولية والتبغ 5.7 في المئة على أساس سنوي، بينما قفزت أسعار الطاقة 13.7 في المئة مدفوعة في شكل رئيس، بارتفاع سعر النفط من نحو 110 دولارات للبرميل بداية الشهر، الى 135 دولاراً نهاية أيار أي نحو ضعفي سعره قبل نحو عام. وارتفع ما يعتبره البنك المركزي الأوروبي تضخماً أساسياً أو التضخم من دون احتساب أسعار الطاقة والأغذية غير المصنعة في أيار، بنسبة 0.2 في المئة على أساس شهري و2.5 في المئة على أساس سنوي. والمقياس الذي يستثني الطاقة والأغذية والمشروبات والتبغ، الذي يراقبه خبراء لمعرفة ما اذا كان ارتفاع أسعار النفط يؤثر على قطاعات أخرى، بنسبة 0.3 في المئة على أساس شهري، و1.7 في المئة على أساس سنوي. ويريد البنك المركزي الأوروبي إبقاء معدل التضخم دون اثنين في المئة. وكان رجح رفع أسعار الفائدة"بنسبة طفيفة"في الثالث من تموز، للوصول الى توقعات أدق في شأن التضخم، لأن نمو الأسعار سيكون أعلى ويستمر لفترة أطول مما كان متوقعاً. وفي ألمانيا، بلغ التضخم 0.7 في المئة على أساس شهري و3.1 في المئة على اساس سنوي. وفي فرنسا، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.6 في المئة على اساس شهري و3.7 في المئة على اساس سنوي، وهو المعدل ذاته في إيطاليا. وشهدت سلوفينيا أعلى معدل للتضخم بلغ 6.2 في المئة، تلتها بلجيكا 5.1 في المئة ثم اليونان 4.9 في المئة فيما بلغ في اسبانيا 4.7 في المئة.